بيان ثلاثي ضاغط لفرض الهدنة لا يتناسب مع وضع قطر

> ​لندن "الأيام" العرب اللندنية:

> ​لندن الأيام العرب اللندنية:فسّرت دوائر إقليمية ودولية البيان شديد اللهجة الذي صدر عن الولايات المتحدة ومصر وقطر من أجل استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، بأنه تحذير أخير وتأكيد على ضرورة وقف الحرب في قطاع غزة لمنع توسع النزاع والانزلاق نحو حرب شاملة لا يمكن التحكم في مساراتها.

وقالت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” إن اللهجة الحادة التي اتسم بها البيان تشير إلى أن الولايات المتحدة هي التي قامت بصياغته بشكل حازم للدفع نحو الهدنة باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي تمنع تبادل الضربات بين إسرائيل من جهة وحزب الله وإيران من جهة أخرى.

ورجحت المصادر أن تكون قطر قد أُجبرت على القبول بهذه الصيغة الفضفاضة، التي تشير فقط إلى إعادة الرهائن والمحتجزين، وهو مطلب إسرائيل، وكأن البيان ليس معنيا بمطلب حركة حماس الخاص بوقف الحرب في قطاع غزة، ما يحرج الدوحة التي تسعى لأن تقدم نفسها كوسيط ضامن وذي مصداقية وليس مجرد قناة لتوصيل الطلبات الأميركية والإسرائيلية.

لكن للولايات المتحدة حساباتها؛ فهي تريد الوصول إلى اتفاق هدنة، ولو كان منقوصا ومثار خلاف، لمنع التصعيد، على أن يتم تطويره لاحقا من خلال عمليات التفاوض. المهم الآن الوصول إلى تهدئة يشعر من خلالها الإيرانيون بأنهم كسبوا شيئا معنويا يمكن أن يساعدهم في التراجع عن الرد على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية.

كما يمكّنهم من إقناع جمهورهم بتحقيق مكسب من خطاب التصعيد والتلويح بالرد في التوقيت والمكان المناسبين، فضلا عن إمكانية تلقيهم وعودا أميركية شفاهية بإطلاق عملية تفاوضية حقيقية من شأنها أن تجترح حلا مناسبا للقضية الفلسطينية قريبا، وتوفر قدرا جيدا من الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأرجعت المصادر موافقة القاهرة على هذا البيان إلى عدم توفر خيارات أخرى أمامها، وهي بالأساس تراهن على المفاوضات لضمان استمرارها في لعب دور ولو ثانوي في ملف غزة.

ويحوز مسار التهدئة بين إسرائيل وحماس دعما إقليميا قويا، وهو ما يعكسه حراك الاتصالات الدبلوماسية وزيارات المسؤولين من الإقليم ومن خارجه.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان الجمعة إن الإمارات حثت إسرائيل وحركة حماس على قبول دعوة من الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في 15 أغسطس الجاري.

ودعا زعماء الولايات المتحدة وقطر ومصر في بيان مشترك الخميس إسرائيل وحركة حماس إلى استئناف المحادثات في منتصف أغسطس لسد الثغرات المتبقية في اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وأبدت الدول الثلاث استعدادا لطرح مقترح نهائي لتسوية الأمور المتبقية والمتعلقة بالتنفيذ.

ووافقت إسرائيل على استئناف مباحثات الهدنة، لكنها واصلت الجمعة عملياتها العسكرية على الأرض في منطقة خان يونس بجنوب القطاع المحاصر.

وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب في تصريح لـ”العرب” أن “البيان غير مكتمل في أركانه الرئيسية، وخلا من تحميل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الفشل في المفاوضات السابقة، كما أنه تجاهل اغتيال هنية الذي كان على رأس الطاقم التفاوضي لحماس، وتحدث عن أسرى إسرائيليين فقط”.

وسارع مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى التجاوب مع البيان الثلاثي والقول إنه سيتم إيفاد مفاوضين للمشاركة في الاجتماع لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل وتنفيذ الاتفاق الإطاري. بينما لم يصدر عن حركة حماس تعليق على البيان الثلاثي، بما فهم منه أن الحركة معترضة أو متحفظة عليه، خاصة بعد تعيين يحيى السنوار على رأس المكتب السياسي. لكن حماس سبق أن دعمت المفاوضات باعتبارها وسيلتها الوحيدة لوقف الحرب.

وجاءت الدعوة إلى استئناف المحادثات في القاهرة أو الدوحة وسط تزايد المخاوف من اتساع الصراع في المنطقة ليشمل إيران بعد قيام إسرائيل باغتيال هنية في طهران، وقتل رئيس أركان حزب الله فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية في بيروت.

وأكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أنها تسعى للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وانسحاب إسرائيل، ومعاقبة من اغتال هنية، في إشارة إلى إسرائيل أيضا.

وقالت الولايات المتحدة ومصر وقطر، وهي الدول الثلاث التي شاركت في جهود وساطة، “سعى ثلاثتنا مع فرقنا جاهدين للتوصل إلى اتفاق إطاري، وهو مطروح الآن على الطاولة ولا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ. ينبغي عدم إضاعة المزيد من الوقت، ويجب ألا تكون هناك أعذار من أي طرف للتأجيل، فقد حان الوقت للإفراج عن الرهائن وبدء وقف إطلاق النار وتنفيذ هذا الاتفاق”.

وتدرك الإدارة الأميركية صعوبة التوقيع على اتفاق بين إسرائيل وحماس، لأن هناك قضايا جدية لم يتم تحقيق اختراق فيها، وثمة حاجة ماسة إلى التفاوض وتضييق الهوة بينهما.

وتشير مصادر أميركية إلى أن البيان لم يهدف إلى التأثير على موقف إيران، إلا أن أي تصعيد من شأنه أن يقوض آمال التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس.

وعبّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على موقع إكس عن تأييدها الكامل للجهود الساعية لوقف إطلاق النار في القطاع، وأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ الأرواح واستعادة الأمل في السلام وتأمين عودة الرهائن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى