زيارة عباس لروسيا وتركيا: تسجيل حضور بعدما تجاوزته أحداث غزة

> موسكو "الأيام" العرب اللندنية:

> ​تقول أوساط سياسية فلسطينية إن الجولة الخارجية التي استهلها الرئيس محمود عباس بروسيا، وستكون تركيا محطتها الثانية، لا تعدو أن تكون تسجيل حضور.

ومنذ اندلاع أحداث غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بدا رئيس السلطة الفلسطينية خارج السياق تماما، الأمر الذي ضاعف من حجم الاستياء الشعبي تجاهه وتجاه حركة فتح، وهو ما أظهرته استطلاعات رأي أجريت خلال الأشهر الماضية. وتتساءل الأوساط الفلسيطينة عن الإضافة التي يمكن أن يحققها أبومازن من زيارته لموسكو المنشغلة بحربها مع كييف، أو لأنقرة التي ليست بالطرف المؤثر حقيقة في الصراع الدائر حاليا.

وتقول الأوساط نفسها إن أقصى ما سيحققه عباس في زيارتيه، وبعد غياب نسبي عن المشهد، هو تبادل عبارات التعاطف مع غزة، وإدانة الحرب التي تشنها إسرائيل منذ عشرة أشهر دون أن يتمكن المجتمع الدولي حتى الآن من وضع حد لها. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله الثلاثاء الرئيس الفلسطيني إن محنة الشعب الفلسطيني تؤلم موسكو التي تدعم تطلعاته إلى إنشاء دولة كاملة الأركان.

وأضاف بوتين أن موسكو تولي اهتماما بالأحداث في الشرق الأوسط على الرغم من متطلبات حربها في أوكرانيا. ولم يشر الرئيس الروسي مباشرة إلى توغل أوكرانيا المستمر منذ أسبوع في غرب روسيا وهي العملية التي فاجأت الجيش الروسي وأجبرت أكثر من 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم.

وأوضح الرئيس الروسي، بحسب نص للكرملين، “يدرك الجميع جيدا أنه يتعين على روسيا اليوم، للأسف، الدفاع عن مصالحها وشعبها بالسلاح. لكن ما يحدث في الشرق الأوسط، ما يحدث في فلسطين، بطبيعة الحال، لا يمر من أمامنا مرور الكرام”. وتابع “بالطبع، نتابع بألم وقلق كبيرين الكارثة الإنسانية التي تشهدها فلسطين”. وأشار بوتين إلى مقتل نحو 40 ألف فلسطيني خلال حرب غزة منذ هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

ولروسيا علاقات قديمة بكل من إسرائيل والفلسطينيين. لكن منذ بداية الحرب، أثارت موسكو قلق إسرائيل باستضافتها وفودا من حماس، كما أكد بوتين على محنة الفلسطينيين، قائلا في إحدى المناسبات إن معاناة أطفالهم “تجعل أعينكم تذرف الدمع”.

وقال عباس (88 عاما) “سعداء بلقاء الرئيس بوتين مجددا كصديق للشعب الفلسطيني، من أجل تبادل وجهات النظر… وبحث سبل وقف العدوان وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال في غزة والضفة بما فيها القدس، ومناقشة سبل تجنب توسيع الحرب في المنطقة، وأهمية تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية، وحصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة، وعقد مؤتمر دولي للسلام”.

وسعت روسيا إلى تصوير نفسها كصانعة للسلام في الشرق الأوسط وإلقاء اللوم في مشكلات المنطقة على إخفاق السياسة الأميركية منذ فترة طويلة. لكن بوتين، في التصريحات التي نشرت على موقع الكرملين، لم يقدم أي مبادرة جديدة بخلاف إعادة تأكيد دعمه للدولة الفلسطينية والتزام روسيا بتقديم الإغاثة الإنسانية.

كما بنت روسيا علاقات أوثق مع إيران منذ بداية حرب أوكرانيا، وحث بوتين طهران على ممارسة ضبط النفس وتجنب الخسائر المدنية الإسرائيلية في ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران آخر يوليو، وذلك وفقا لمصادر إيرانية لرويترز الأسبوع الماضي.

ويرى مراقبون أن الرئيس عباس يحاول من خلال تحركاته الخارجية الإيحاء للداخل الفلسطيني بأنه لا يزال الممثل الشرعي لهم، مع أن الواقع يقول خلاف ذلك حيث بدا من الواضح أن أبومازن تجاوزته الأحداث.

ويشير المراقبون إلى أن هناك اليوم حالة من الشلل تعاني منها السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يفرض تحركا فلسطينيا حقيقيا لإعادة هيكلة السلطة وتجديد الدماء، وطبعا يبقى ذلك رهين انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة. وبانتظار تحقق ذلك فإن عباس سيحاول استغلال الوقت الحالي للدفاع عن موقعه، عبر تحركات لا فائدة مرجوة منها بالنسبة للفلسطينيين.

وأعلنت وكالة الأناضول التركية الثلاثاء، أن الرئيس الفلسطيني سيزور العاصمة التركية أنقرة في الخامس عشر من أغسطس الجاري، لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للبرلمان التركي، يتحدث فيه عن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة. وسينعقد اجتماع الجمعية العامة للبرلمان التركي الخميس استثنائيا، وسط عطلته المستمرة إلى غاية الأول من أكتوبر القادم، وذلك بناء على دعوة من رئيس البرلمان نعمان قورتولموش.

وسيلقي الرئيس الفلسطيني عباس خطابا في جلسة الجمعية العامة التي ستعقد للإعراب عن دعم البرلمان التركي للشعب الفلسطيني وقضيته ولضمان إيصال صوت الشعب الفلسطيني. وبحسب الأناضول، سيعقد عباس خلال زيارته للبرلمان اجتماعا ثنائيا مع قورتولموش، وبعد الاجتماع الثنائي، سيلتقي عباس وقورتولموش بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في البرلمان.

وسيتحدث عباس أمام النواب عن الهجمات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في غزة، وستتم ترجمة خطابه فوريا إلى اللغات الإنجليزية والتركية والفرنسية. وسيستمع الرئيس أردوغان أيضا إلى كلمة عباس في قاعة الجمعية العامة للبرلمان. وسيختتم عباس زيارته بحضور معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان فلسطين في قاعة الشرف بالبرلمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى