أراضي الشباب في لحج بين الحقيقة والخيال

> هشام عطيري:

>
  • مشروع أراضي الحوطة وتبن.. إلى أين؟
  • حلم المدينة السكنية: رحلة أربع سنوات من الصبر والتوجس
  • أكثر من 7500 من أبناء الحوطة وتبن ينتظرون تسليم الأرض
> لا شك أن صرف أراضٍ سكنية لأسر الشهداء والجرحى والشباب في مديريتي الحوطة وتبن يعد خطوة إيجابية تُحسب لقيادة السلطة المحلية في المحافظة، بقيادة اللواء أحمد عبدالله تركي. جاء هذا الإجراء بناءً على قرار المكتب التنفيذي الصادر في نوفمبر 2020م، الذي يقضي بصرف 7500 قطعة أرض سكنية في منطقة دار المناصرة بمديرية تبن لفئات الشهداء والجرحى والشباب في المديريتيْن، لتصبح المحافظة الوحيدة التي تقدم هذا النوع من الدعم لتلك الفئات.


في غضون أقل من عام على صدور قرار صرف الأراضي، دشّن اللواء تركي المرحلة الأولى من توزيع وثائق الأراضي، وهي عبارة عن وثائق تحدد موقع الأرض المخصصة لكل مستفيد. وقد انتهت هذه المرحلة مؤخرًا بتوزيع الدفعة الأخيرة من تلك الوثائق، بعد أن أكمل المهندسون عمليات المسح وتسوية الأرض المخصصة للشباب.

مرت سنوات عديدة منذ إعلان قيادة السلطة المحلية عن صرف الأراضي حتى وصول الأمر إلى مرحلة توزيع وثائق الإسقاط كمرحلة أولى، حيث استغرقت هذه العملية ما يقارب أربع سنوات. ومع ذلك، لا تزال هناك مراحل وإجراءات أخرى تنفذها هيئة الأراضي في المحافظة لاستكمال عملية تسليم الأراضي. هذا التأخير الطويل أثار مخاوف العديد من المستفيدين، الذين أصبحوا يتوجسون من حقيقة استلامهم للأراضي في نهاية المطاف.

يقول الشاب أصيل فاروق إنهم استبشروا خيرًا عندما أعلنت قيادة السلطة المحلية في المحافظة عن صرف أراضٍ للشباب والشهداء والجرحى، وكانت هناك فرحة كبيرة بين المستفيدين الذين كانوا يأملون أن تسهم هذه الأراضي في استقرارهم وتحسين معيشتهم.

وأوضح أصيل أن هناك ثلاث مراحل تم خلالها تسليم وثائق الإسقاط للمستفيدين، ولكن الفرحة لم تكتمل بسبب طول فترة الإجراءات، التي استمرت سنوات لتسليم وثائق الإسقاط فقط، وهذه هي المرحلة الأولى التي استغرقت سنوات. لذا يتساءل كيف ستكون المراحل الأخرى، والتي قد تستمر لسنوات إضافية، مما يزيد من مخاوف المستفيدين حول حقيقة وجود الأرض على أرض الواقع.


وطالب أصيل قيادة السلطة المحلية، بقيادة اللواء أحمد عبدالله تركي، بسرعة توجيه الجهات المختصة لتسليم الأراضي للمستفيدين على أرض الواقع بشكل سريع، حتى لا تصبح أراضي الشباب مجرد "شماعة إعلامية".

عبّر عبدالله محمد سرور، وهو أخ لشهيد ومستفيد من أراضي الشباب، عن شكره لمحافظ المحافظة على هذا الإجراء الذي أثلج صدور المستفيدين وأدخل البهجة والسرور إلى قلوبهم، بعد أن كانوا محرومين من الأراضي السكنية لعقود، خاصة أبناء الحوطة وتبن. ومع ذلك، أشار إلى أن مرور سنوات منذ الإعلان وحتى صرف وثائق الأرض كمرحلة أولى، والتي استمرت لسنوات، أثار حالة من التوجس لدى المستفيدين بشأن حقيقة هذا الصرف. وأضاف أنه يجب أن يكون هناك جدية وعمل متواصل من قبل قيادة المحافظة وهيئة الأراضي لضمان استكمال إجراءات الصرف وتسليم المستفيدين أراضيهم على أرض الواقع، بالإضافة إلى تسليم العقود الخاصة بالأرض.

من جانبه، أكد لطف اليماني، رئيس لجنة التخطيط والمالية بالمجلس المحلي بمديرية الحوطة، أن قيادة المحافظة بقيادة اللواء أحمد عبدالله تركي عازمة على استكمال جميع الإجراءات وتسليم الأراضي للمستفيدين على أرض الواقع. وأوضح أن صرف الأراضي للشباب والشهداء والجرحى في مديريتي الحوطة وتبن يُعد خطوة جبارة تُحسب للمحافظ، حيث تم صرف أكثر من 7000 قطعة أرض. وأشار إلى أن حجم العمل كبير ويتطلب جهدًا نظرًا للعدد الكبير من المستفيدين، موضحًا أن المرحلة الأولى قد انتهت بتسليم وثائق الإسقاط، والمرحلة التالية ستكون تسليم العقود للأراضي على أرض الواقع، وتسليم كل مستفيد أرضه المحددة وفق المخططات.


كما أشار اليماني إلى أن اللواء تركي يتابع الإجراءات بشكل مستمر مع مكتب هيئة الأراضي في المحافظة، وطمأن المستفيدين بأن الأراضي موجودة على أرض الواقع، داعيًا إياهم إلى عدم الالتفات إلى الأقاويل التي تشكك في ذلك.

يقول الكاتب فؤاد داؤد إننا نتذكر قرار المكتب التنفيذي الصادر في نوفمبر 2020 بإنشاء مدينة سكنية للشباب والجرحى وأسر الشهداء، والتي تتضمن أكثر من سبعة آلاف قطعة أرض سكنية توزع على هذه الفئات في مديريتي الحوطة وتبن. ويشير إلى أننا على بعد أشهر معدودة من إكمال المشروع عامه الرابع، لافتًا إلى أن المشروع دخل في دهاليز هيئة الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، تحت نظر السلطة المحلية في المحافظة، وهي الجهة التي بادرت بالمشروع وتقع على عاتقها مسؤولية الالتزام بالوفاء بما وعدت به.


ويؤكد داؤد أن الالتزام قد طال أمده، وبدأت تساور الكثيرين الشكوك حول حقيقة استلامهم للأراضي. ورغم التطمينات التي تصدر بين الحين والآخر لأبناء المديريتين، سواء بإعلان كشوفات أو تسليم وثائق الإسقاطات، إلا أن هذه التطمينات لم تنجح في تهدئة المخاوف من أن هذا الحلم قد يتحول إلى سراب.

من جهة أخرى، قال مصدر مسؤول في لحج – رفض الإفصاح عن اسمه – إنه تم خلال الأيام الماضية تدشين وتسليم أكثر من 2932 وثيقة إسقاط كمرحلة أخيرة ونهائية من قبل المحافظ، بالإضافة إلى ما تم تسليمه سابقًا لـ 4617 مستفيد من مديريتي الحوطة وتبن، وذلك لفئات الشباب والجرحى والشهداء.

وأشار المصدر إلى أنه بعد مرحلة تسليم الإسقاطات، سيتم التنسيق مع مدراء المديريات ومندوبي الشباب والجرحى ومحافظ المحافظة لوضع آلية لتنزيل المواقع وتسليمها على أرض الواقع. وأوضح أن هذا الإجراء يسبقه عدة خطوات أولية، بما في ذلك منح الإسقاطات، تنزيل المواقع، وتسليمها على الأرض. وبعد ذلك، يتم صرف التقارير الفنية وفق النموذج، وإعداد محضر تثمين لقيمة الموقع وقطع سندات التحصيل، ليتم في النهاية منح محاضر التسليم، نظرًا لعدم توفر العقود في الوقت الحالي من قبل الهيئة.


وأوضح المصدر أن التأخير في الإجراءات لتسليم الأرض للمستفيدين يعود إلى العدد الكبير من المستفيدين، بالإضافة إلى تنفيذ المسوحات للأراضي، إعداد الشبكة، تجهيز المخططات، إحداث الجوار، والتقسيم والترقيم. وقد تم الانتهاء من تجهيز هذا العدد من الإسقاطات التي تم تسليمها سابقًا. كما كشف المصدر أن هناك رسومًا رمزية سيقوم المستفيد بدفعها للدولة عند استلامه الأرض، مشيرًا إلى أن قيادة المحافظة، ممثلة باللواء أحمد عبدالله تركي، قد تحملت تكاليف التخطيط عند استلام المحضر العام للمخطط.

وأوضح أن محافظة لحج تُعد الأولى في توجيه ومتابعة وتجهيز وتنفيذ هذا المشروع، الذي جرى بدعم وتوجيه ومتابعة حثيثة من قبل المحافظة، مما أولى المشروع اهتمامًا كبيرًا، وأدى إلى مواجهة وتذليل كل الصعوبات لتنفيذه. ويخدم هذا المشروع شريحة كبيرة من أبناء لحج في مديريتي الحوطة وتبن من الشباب والجرحى والشهداء.

وأضاف أن صرف الأراضي للشباب والجرحى والشهداء خطوة تُحسب لقيادة المحافظة، وتستدعي سرعة استكمال هذا المشروع بتسليم الأراضي على أرض الواقع. ويهدف ذلك إلى تجنب وقوع المستفيدين ضحية لحملات إعلامية مضادة تسعى لإفشال هذا الإنجاز وبث اليأس بينهم. ويأمل المستفيدون في سرعة استكمال الإجراءات وتسليم الأرض على أرض الواقع، خاصة بعد مرور ما يقارب أربع سنوات منذ الإعلان عن صرف تلك الأراضي من قبل قيادة المحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى