الوقوف إلى جانب الانتقالي بمساعدته على ثبات مواقفه وتصويب خطواته
لسنا بحاجة لاستعراض خطورة الأوضاع ودقة وحساسية المرحلة التي تمر بها قضية
الجنوب الوطنية؛ فقد باتت معروفة وملموسة على صعيد الواقع المعاش، ولسنا
بحاجة لتذكير البعض بما يحاك من تآمر وضغوط هائلة تمارس على الانتقالي،
لتعديل موقفه والقبول بما يطرح عليه من (مبادرات) تتعلق بالحل السياسي
الشامل، ولكنه متمسك بثوابت شعب الجنوب الوطنية حتى الآن. ولا نعتقد بأنه
سيتخلى عنها وكما يريد ويخطط لذلك أعداء شعبنا ومشروعه الوطني التحرري.
بل وصل الأمر مع الأسف الشديد عند البعض لتوجيه تهم خيانته لقضية الشعب التي رفع رايتها عاليًا، ومازال رغم كل الملاحظات النقدية الجادة والموضوعية الموجهة لقياداته بشأن الكثير من الأخطاء، وأوجه القصور والعثرات غير المقصودة، التي رافقت مسيرته خلال السنوات الماضية. وكنا وما زلنا ممن يوجه النقد والتنبيه لكل ذلك وبمسؤولية وطنية، بعيدًا عن أي حسابات، ولا نبتغي غير تأمين مسيرة شعبنا الوطنية؛ للوصول إلى بر الأمان وبأقل قدر ممكن من التضحيات وبأسرع وقت ممكن ومتاح.
كما أن على الانتقالي أن يصغي جيدًا لكل الآراء والملاحظات والرؤى، التي يتم طرحها من قبل بقية القوى والأطراف والشخصيات الجنوبية السياسية منها والاجتماعية، وأن يأخذ زمام المبادرة بالدعوة العاجلة لعقد اللقاء الثاني للتشاور الوطني؛ ليستكمل بذلك مشوار الحوار الوطني الجنوبي، وإقرار الميثاق الوطني الجنوبي بصيغته النهائية، وبما يؤمن وحدة وتماسك جبهة الجنوب الداخلية، ويضع مستقبل الجنوب كمهمة وطنية شاملة، ومسؤولية مشتركة تناط بالجميع، وبعيدًا عن أي شكل من أشكال الإقصاء والتهميش وبأي صورة كانت، حتى يستقيم شعار (الجنوب بكل ولكل أبنائه).
ولذك أصبح الانتقالي مجبرًا لخوض الحرب وعلى أكثر من جبهة، ومع أكثر من طرف وفي وقت واحد، وهو ما يتطلب الوقوف معه ومساندته ومساعدته على تصحيح وتصويب خطواته ومعالجة أوجه القصور وبسرعة، والابتعاد عن حملات التشويه والإساءة لمواقفه، والتي انخرط فيها البعض وبحسن نية، اعتقادًا منهم بأن ذلك هو السبيل المناسب لمغادرة مربع الأخطاء، والوصول سريعًا إلى تحقيق أهداف شعبنا في استعادة حريته وكرامته وسيادته على أرضه.
إن الجميع أمام مسؤولية وطنية وتاريخية استثنائية، تتطلب من الجميع الحرص والمسؤولية المشتركة، وتقديم المصلحة العليا للجنوب على ما عداها، فمازالت معركتنا الكبرى قائمة وعلى أشدها مع من يتآمرون على قضية الجنوب، ويمارسون كل أشكال الحرب المفتوحة ضد شعبنا، ويسابقون الزمن لتحقيق هذه الغاية الشيطانية، حتى أوصلوا حياة الناس في العاصمة عدن إلى جحيم لا يطاق. وينطبق ذلك أيضًا وبدرجات متفاوتة على بقية محافظات الجنوب.