حقنة كل يومين بـ700 ريال سعودي.. أكملوا فرحتكم بشعيب بمساعدة الطفل محمد في معركته مع المرض

> فردوس العلمي:

> شعيب وأمانة الذهب: قصة طفل رسم ملامح الأمانة في عدن
> "على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب"، تجسدت هذه المقولة قولًا وفعلًا فيما حدث لأبي محمد، الأخ نايف العولقي، الذي شد الرحال إلى مدينة عدن قادمًا من محافظة شبوة، يحمل في جعبته حقيبة من الذهب لبيعها، بغية توفير ثمن علاج ولده الصغير محمد، الراقد على سرير المرض يعاني من سيولة في الدم. كان يحمل الأمل بأن قيمة الذهب تكفي لعلاج ولده، لكن كان للقدر رأي آخر ليختبر صبره وأمانته. ضاع الذهب، لكن بقي أبو محمد متمسكًا بحبل الله. غادر عدن يحدوه الأمل رغم الحزن الذي يحمله في قلبه، إذ حسب قوله: "الحلال لا يضيع". عاد إلى شبوة ولسان حاله يقول: "أستعوض ربنا، فعوض الله أكبر"، غادر وهو يأمل في رحمة الله بشفاء ولده محمد.

بعد وصول أبو محمد إلى عدن، وتحديدًا إلى مديرية الشيخ عثمان، المدينة المكتظة بالسكان من مختلف الفئات، فقد أبو محمد حقيبة الذهب في شارع غزة قرب محلات الذهب. عاد إلى مدينته يجر أذيال الوجع والفقد والخوف، ولكن كان للقدر ردّ لصبره.

يقول أبو محمد: "بعد أن يئست من العثور على الذهب، غادرت عدن مستعوضًا الله وكل حزن ووجع. وبعدها جاءني اتصال من عدن يزرع الأمل في روحي، يخبرني أن الذهب في أيادٍ أمينة. الفرحة جعلتني لا أصدق، فطلب أبو شعيب مني أن أعطي مواصفات الذهب والحقيبة. بلغته بكل المواصفات، فقال لي أبو شعيب، وهو من اتصل بي، إن الذهب معه وعليَّ أن آتي. بلغني أن ولده الصغير شعيب وجد الحقيبة مرمية في الشارع قرب محلهم، محلات (بجاش للعطور)".

يضيف أبو محمد: "ولدي الصغير محمد، ذو السبع سنوات، كان يرقد في المستشفى يعاني من سيولة في الدم وعلاجه مكلف. ثمن الحقنة 700 ريال سعودي، وكل يومين يحتاج إلى حقنة. حاليًا، ولدي يتلقى العلاج في المنزل، وبلغني الطبيب أنه في حالة حدوث نزيف يجب إعادته إلى المستشفى. نحاول قدر الإمكان توفير العلاج له".

الطفل محمد
الطفل محمد

ويضيف أبو محمد: "لهذا أخذت الذهب لبيعه حتى أتمكن من توفير العلاج لابني". يشيد أبو محمد بحسن تربية وأخلاق شعيب، مؤكدًا أن من حق أسرته أن تفخر بهذا الطفل الذي أثبت للجميع حسن تربيتها ويستحق التكريم لأمانته.
  • شعيب وصون الأمانة
رسمت البراءة على ملامح وجه الطفل شعيب عمر بجاش، الذي يتحدث بثقة وبأسلوب الرجال. إنه الطفل الذي علم الكثيرين معنى الأمانة، بعدما وجد حقيبة الذهب. يقول شعيب: "ما عملت شيء، فهذه أمانة ولازم الأمانة ترجع لأصحابها".
  • كيف وجد الذهب؟
يقول شعيب: "كنت أمشي بجانب المحل ووجدت الحقيبة، حملتها واستغربت أنها ثقيلة. عندما فتحتها، وجدت الذهب. أسرعت إلى أبي في المحل وقلت له إني وجدت هذا الذهب". فأخذ أبي الحقيبة وتفحص الذهب، ثم قال لي: "لازم نعرف من صاحبه".

يضيف شعيب: "أنا سعيد أن الذهب رجع لصاحبه، فهذه أمانة. تعلمت في البيت أنه إذا وجدت شيئًا يجب أن تبحث عن صاحبه لتعيده إليه. أنا سعيد بما حصل، والكثير كرّموني وحصلت على شهادات تقديرية. هذا يؤكد أن الناس تفرح عندما ترى مواقف تتجسد فيها الأمانة. أشكر كل من كرمني، وإن شاء الله يكون عملي لوجه الله ودافعًا لكثير من الأطفال ليتعلموا إذا وجدوا شيئًا في الطريق أن يبحثوا عن صاحبه".

شعيب وأمانة الذهب: قصة طفل رسم ملامح الأمانة في عدن
شعيب وأمانة الذهب: قصة طفل رسم ملامح الأمانة في عدن

وفي الصدد، يقول أبو شعيب: "جاء شعيب إلى المحل وفي يده حقيبة. عندما سألته، قال إنه وجد الشنطة وفيها ذهب كثير. فتحت الشنطة للتأكد ووجدت كمية من الذهب، ولم أجد شيئًا يخبرني عن صاحب الذهب سوى سند مستشفى. أول خطوة كانت التأكد من أن الذهب حقيقي، فذهبت إلى سوق الذهب القريب وفحصت الذهب، بعد التأكد من أنه ذهب حقيقي، عدت إلى المحل وأخذت السند واتصلت برقم المستشفى وسألت عن اسم المريض".

وأضاف: "المستشفى أكدوا وجود مريض بهذا الاسم، وطلبت التواصل معه. أعطوني رقم هاتف عم المريض، فاتصلت به وأبلغته أننا وجدنا شيئًا يخص أخيه. قال لي نعم، وأعطاني المواصفات. رغم هذا، طلبت أن يكلمني صاحب الذهب نفسه. أعطاني رقم أخيه، نايف العولقي، واتفقت معه بعدما أعطاني التفاصيل كاملة. كنت أنتظر عشر أيام، لكنه اتصل في اليوم التالي واتفقنا على اللقاء الساعة الخامسة والنصف. الحمد لله استلم الذهب وكان سعيدًا. أشكر ابني شعيب على حسن أخلاقه وأمانته".

وقال جد شعيب: "الحمد لله أن تربيتنا أثمرت. أنا سعيد أن حفيدي رسم صورة جميلة للأخلاق الحميدة. لم تذهب تربيتنا له وأخوته هباءً. أتمنى أن يكون شعيب قدوة ومثالًا لكل طفل، وأن نعلم أطفالنا أن الأمانة شيء كبير. علينا أن نتخلق بالأخلاق ونتزين بالأمانة. ربي يحفظ شعيب ويجعله بارًا بوالديه".


وأضاف: "شعيب تصرف بأمانة وعرف قيمة الأمانة. أنا سعيد بأن هذا الطفل أدرك معناها".

وتقول أم شعيب في حديثها مع "الأيام" : "أنا مسرورة وسعيدة جدًا بما صنعه ولدي شعيب. هذا فخر لنا وشرف كبير. هذه حادثة بطولية سيتعلم منها الكبير قبل الصغير. كانت هذه الحادثة بمثابة امتحان من الله، والحمد لله نجحنا فيه. لقد كرمنا الله في الدنيا قبل الآخرة. الحمد لله رب العالمين".

قصة شعيب مثال للأمانة، واستحق بجدارة الحفاوة والتكريم نتيجة فعله وتصرفه الصحيح بصون وحفظ الأمانة، والتي كانت نتيجة تربية حسنة وأخلاق حميدة تحلى بها الطفل شعيب عمر بجاش المعمري من قبل أسرته. وعلينا ألا ننسى أن هناك طفلًا آخر، محمد، يرقد على سرير المرض وبحاجة إلى لفتة كريمة من أصحاب الأيادي البيضاء. فرحتم بشعيب وأسرته، وحان الوقت أن تفرحوا محمد وأسرته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى