داعش يتبنى الهجوم المسلح في سلطنة عمان

> مسقط «الأيام» العرب/غرفة الأخبار:

>
  • هجوم إرهابي طائفي يبدد السكينة في عمان
  • اليمن يؤيد إجراءات عمان لحفظ أمنها واستقرارها
  • إسلام أباد تعرض على مسقط المساعدة بالتحقيقات
> أعلن تنظيم "داعش" يوم أمس مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مسجدا للشيعة في مسقط ليلة أمس، وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم أربعة باكستانيين وشرطي، بالإضافة إلى ثلاثة مهاجمين، وإصابة 28 آخرين بجروح.

وفي بيانه قال التنظيم إن "ثلاثة انغماسيين من تنظيم الدولة الإسلامية هاجموا ليلة الثلاثاء تجمعا للشيعة في أثناء ممارسة طقوسهم السنوية"، في إشارة إلى مراسم عاشوراء.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية اليمنية تأييدها للإجراءات التي اتخذتها الجهات المختصة في سلطنة عمان الشقيقة لحفظ امنها واستقرارها، وذلك إثر حادثة إطلاق النار التي وقعت في أحد المساجد بمنطقة الوادي الكبير، التي أدت إلى استشهاد احد رجال الشرطة ووفاة عدة أشخاص وإصابة آخرين.

وأكدت الوزارة في بيان صادر عنها، تضامن اليمن الكامل مع سلطنة عمان الشقيقة، مشددة على موقفها الرافض لكل أعمال العنف، معربة في الوقت ذاته عن صادق العزاء والمواساة لذوي الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

وهاجم ثلاثة مسلحين محيط مسجد للشيعة في العاصمة العمانية مسقط، وهو الهجوم الذي يأتي ليبدد عقودا من السكينة في السلطنة التي تعد واحدة من أكثر الدول أمنا واستقرارا في منطقة الشرق الأوسط.

وفي حين أصاب هذا الحادث النادر العمانيين بالصدمة، تمكنت القوات الأمنية العمانية من القضاء على المهاجمين الثلاثة. وقالت السلطات العمانية إن تسعة أشخاص قتلوا، من بينهم رجل شرطة، خلال الحادثة. كما جرح 28 شخصا من جنسيات مختلفة، من بينهم عناصر أمن.

وقال محمد العريمي رئيس جمعية الصحافيين في عمان "مثل هذه الأعمال غير معتادة في السلطنة، حيث لم نشهد خلال العقود الخمسة الماضية مثل هذه الأعمال الإجرامية والطائفية، لكن في نهاية المطاف عمان دولة غير معزولة وتتأثر وتؤثر في ما حولها سلبا وإيجابا".

وأضاف لـ "العرب" أن مثل هذه الأعمال الإجرامية حدثت في دول آمنة ومستقرة تنعم بالأمان وتحديدا في دول الخليج؛ حيث شهدت الكويت سنة 2015 مثلا هجوما مشابها.

ودخلت باكستان على خط الحادث وعرضت المساعدة في التحقيق بينما تشير معلومات إلى أن المسجد كان يرتاده مقيمون من الجنسية الباكستانية لإحياء ذكرى عاشوراء.

وأكد مسؤولون باكستانيون أن من بين القتلى أربعة مواطنين باكستانيين، في حين أكدت الهند مقتل أحد مواطنيها في الحادثة.

ورجحت أوساط عمانية أن يكون المنفذون الثلاثة أجانب، غير مستبعدة أن يكونوا من جنسيات آسيوية واستغلوا حالة الانفتاح التي تشهدها السلطنة خلال السنوات الأخيرة للتسلل إلى البلاد وتنفيذ مخططهم.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن الهجوم وقع في مسجد علي بن أبي طالب، وقال مصدر محلي إنه معروف باسم مسجد الإمام علي ويصلي فيه الشيعة في سلطنة عمان ذات الغالبية السنية.

ووصفت وزارة الخارجية الباكستانية الهجوم، الذي وقع في منطقة الوادي الكبير بالعاصمة مسقط، بأنه هجوم "إرهابي"، وقالت إن 30 جريحا يتلقون العلاج في المستشفى.

وجاء الهجوم في وقت يحيي فيه الشيعة ذكرى يوم عاشوراء، واحتفال الشيعة بعاشوراء أحيانا يثير توترا طائفيا بين المسلمين السنة والشيعة في بعض البلدان، لكن هذا الأمر ليس معتادا في عمان التي نادرا ما تشهد توترات أمنية.

ففي عام 2005 أطلق مدرّس سابق النار داخل مبنى حكومي في مسقط متسببًا في وقوع قتيلين وجرح آخرين، قبل أن يقتل نفسه، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء العمانية آنذاك التي أشارت إلى أن دوافعه كانت "شخصية".

واعتبر العريمي أن المهم هو أن نستفيد من هذه الأحداث ونتعلم منها ونبحث عن الدوافع والمسببات التي أدت إلى حدوثها، مشددا على أن الأجهزة الأمنية في السلطنة مؤهلة تأهيلا عاليا للتعامل مع مثل هذه الأحداث.
وناشد السلطات تقديم تفاصيل ومعلومات دقيقة إلى الرأي العام حتى لا توظّف وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الفراغ الإعلامي في نشر الشائعات.

صحيح أن المعروف عن عمان هو وقوفها على الحياد في العديد من القضايا الإقليمية، لكن مواقفها الرسمية الأخيرة حيال إيران والوضع في اليمن ودعم هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تضمنت رسائل داخلية وخارجية بشأن بوادر حدوث تغييرات جذرية في التوازنات المذهبية في البلاد.

وعاد السفير الباكستاني في عُمان عمران علي بعض الجرحى في المستشفيات، وفق ما أفادت به السفارة على منصة إكس.

ونشرت السفارة مقطع فيديو دعا فيه السفير الجالية الباكستانية في السلطنة إلى التعاون مع السلطات المحلية وتجنّب الذهاب إلى موقع إطلاق النار.
وقال علي لقد زرتُ ثلاثة أو أربعة مستشفيات، وبفضل الله، جميع المصابين بخير.

وأضاف: "نحن على تواصل مع السلطات العمانية وكذلك المستشفيات، وموظفونا على أهبة الاستعداد للتبرع بالدم في حالات الطوارئ في السفارة"، مشيرًا إلى أنه تم إنشاء خط ساخن لتلقي اتصالات من الجرحى وأقاربهم.

وأصدرت سفارة الولايات المتحدة في مسقط تحذيرا أمنيّا إثر إطلاق النار وأعلنت إلغاء كل المواعيد للحصول على تأشيرات دخول الثلاثاء، وكتبت السفارة عبر منصة إكس "على المواطنين الأميركيين توخي الحذر ومتابعة الأخبار المحلية والامتثال لتعليمات السلطات المحلية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى