​جدري القرود يستفحل بعدة مناطق في العالم مع نقص اللقاحات

> «الأيام» رويترز:

>
قالت وزارة الصحة في باكستان إنها تتابع المخالطين للمريض الذي حددت هويته وقالت إنه من مردان، وذكرت الوزارة في بيان أنها ستعزز أيضاً إجراءات الرصد والمراقبة في المطارات من طريق زيادة عدد موظفي الصحة.

وأكدت وزارة الصحة الباكستانية إصابة واحدة على الأقل بالفيروس المسبب لجدري القرود لشخص عائد من دولة خليجية، وذلك فيما أعلنت السلطات الصحية الإقليمية عن اكتشاف ثلاث حالات في الأقل.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة إن تحديد تسلسل الفيروس في الحالة المؤكدة ما زال جارياً، ولن تتضح السلالة التي أصابت المريض حتى اكتمال العملية.

وأثارت سلالة جديدة من الفيروس قلقاً عالمياً، إذ يبدو أنها تنتشر بسهولة أكبر من خلال المخالطة المباشرة، وتم التأكد من وجود حالة في السويد مصابة بالسلالة الجديدة من جدري القرود، وجرى ربطها بالتفشي المتزايد للمرض في أفريقيا، في أول مؤشر إلى انتشاره خارج القارة، ومع ذلك، نصحت منظمة الصحة العالمية بعدم فرض أي قيود على السفر لوقف انتشار الفيروس.


وفي وقت سابق قالت إدارة الصحة في إقليم خيبر بختون خوا الباكستاني إنه تم رصد ثلاث إصابات بالفيروس المسبب لجدري القرود لمسافرين قادمين من دولة خليجية ولم يتضح ما إذا كانت الحالة التي أكدتها وزارة الصحة من بينهم.

وقال د. جاويد إقبال لـ "رويترز" إن المريض خضع في البداية لفحوص وحصل على المشورة الطبية في مستشفى في العاصمة الإقليمية بيشاور، لكنه عاد لاحقاً إلى منزله على بعد بضع ساعات في مردان ثم ذهب إلى منطقة أخرى، وأضاف "عندما زرنا منزله في مردان، كان مغلقاً من الخارج وأخبرنا جيرانه أن الأسرة غادرت إلى منطقة دير". وأوضح "اتصلنا بزملائنا في إدارة الصحة في دير، لكنهم لم يتمكنوا من تعقبه حتى في دير".

وأعلنت منظمة الصحة أن تفشي المرض في أفريقيا هو حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً، بعد انتشاره من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة.

وجرى تسجيل 27 ألف إصابة وأكثر من 1100 وفاة، معظمها بين الأطفال في الكونغو منذ بدء تفشي المرض في يناير 2023.
ويؤدي المرض الناجم عن الإصابة بفيروس جدري القرود إلى أعراض تشبه الإنفلونزا وظهور بثور مليئة بالصديد.


وعادة ما تكون أعراض المرض خفيفة لكنه قد يؤدي إلى الوفاة، إذ يكون الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة، مثل المصابين بمرض الإيدز الناجم عن فيروس نقص المناعة المكتسب أكثر عرضة للمضاعفات.

وقالت مسؤولة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن هناك حاجة إلى شحن مزيد من معدات التشخيص والعلاجات واللقاحات إلى أفريقيا، حتى يتسنى التعامل بالصورة المناسبة مع تفشي سلالة جديدة من فيروس جدري القرود هناك.

وذكرت المسؤولة برونوين نيكول في مؤتمر صحافي اليوم الجمعة "هناك نقص حاد في الاختبارات والعلاجات واللقاحات في أنحاء القارة، وهذا النقص يعوق بشدة القدرة على احتواء تفشي المرض.

ويعرف جدري القردة، أو mpox، بأنه فيروس ينتشر من شخص لآخر من خلال ممارسة الجنس أو ملامسة جلد المصاب أو عبر الجهاز التنفسي أو من خلال العينين أو الأنف أو الفم، ويمكن أن ينتشر أيضًا من خلال لمس الأشياء الملوثة بالفيروس، مثل الفراش والملابس، بالإضافة إلى الاتصال الوثيق بالحيوانات المصابة، مثل القردة والجرذان.

وعادة يظهر الطفح الجلدي أولا على الوجه أو اليدين أو القدمين، ثم ينتشر بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من الجسم. ولكن في الحالات المرتبطة بالتفشي، بدأ الطفح الجلدي غالبًا في منطقة الأعضاء التناسلية أو الفم أو الحلق.

ويمر الطفح الجلدي الناتج عن جدري القردة بعدة مراحل، حيث يظهر أولا على هيئة بقع مسطحة تتحول إلى بثور، ثم تمتلئ البثور بالقيح، وبعدها تظهر القشور، ثم تختفي خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن يؤدي المرض أيضًا إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي وصعوبة البلع والتهابات العين التي تؤدي إلى فقدان البصر، والتهاب الدماغ والقلب والمستقيم.

وقال الخبراء إن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، أو أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات أكثر خطورة.

وكان مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، قد أعلن وباء جدري القردة في إفريقيا "حالة طوارئ صحية عامة ذات أهمية دولية"، وأعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي، حالة طوارئ صحية عامة، وهو أعلى مستوى من التأهب، بسبب تفشي مرض جدري القردة في القارة.

يذكر أن جدرى القردة يسببه فيروس جدري القردة (جنس الفيروسة الأورثوبوكس)، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بفيروسات الجدري الأخرى، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

وتم التعرف على جدري القردة لأول مرة في عام 1958 في مستعمرات القردة، ثم مرة أخرى في عام 1970 لدى البشر بجمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي السنوات اللاحقة، انتشرت فاشيات جدري القردة في مناطق عبر وسط وغرب إفريقيا، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى