​نتنياهو يواجه ضغوطا متصاعدة وسط تلويح أمريكي بالانسحاب من مفاوضات الأسرى

> "الأيام" العرب اللندنية:

> يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا متصاعدة في الداخل الإسرائيلي وأيضا من قبل الإدارة الأميركية التي تتهمه بعدم بذل المجهود الكافي من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي أزمة الرهائن، وسط تسريبات تتحدث عن أن واشنطن بدأت تفكر جديا في الانسحاب من المفاوضات، في حال فشلت في إحراز تقدم خلال الأيام المقبلة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين إن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة أصبح قريبا للغاية، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن نتنياهو لا يبذل ما يكفي من الجهد لضمان التوصل إلى اتفاق من هذا القبيل. وأضاف عندما سُئل عما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أن “ينبوع الأمل لا ينضب”.

وهذه من المرات النادرة التي يحمّل فيها بايدن نتنياهو مسؤولية عدم إحراز تقدم، ويرى مراقبون أن ذلك يعود إلى شعور بالإحباط لدى الإدارة الأميركية وحلفائها الغربيين من تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي مع المفاوضات الجارية والتي لم تحرز حتى الآن أي اختراق.

وأعلنت بريطانيا الاثنين أنها ستعلق 30 من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة إلى “خطر واضح” من إمكان استخدامها في انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمام البرلمان إن الحظر الجزئي يشمل أسلحة “يمكن استخدامها في النزاع الحالي في غزة” بين إسرائيل وحركة حماس، لكنه لا يشمل مكونات لطائرات أف – 35 المقاتلة.

ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وعدم الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا وسط وجنوب القطاع، بينما تتمسك حركة حماس بإنهاء الحرب وعودة النازحين والانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع.

والاثنين شهدت مدن إسرائيلية، من بينها تل أبيب، مظاهرات عارمة للمطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرى والضغط على الحكومة، بعد الإعلان عن مقتل 6 محتجزين إسرائيليين في نفق بمدينة رفح جنوبي القطاع، قالت حماس إنهم قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي، فيما اتهم الأخير الحركة بتصفيتهم.

وتزامنت المظاهرات مع إضراب في إسرائيل لاتحاد نقابات العمال (الهستدروت) بدأ صباح الاثنين، إلا أن محكمة تل أبيب قررت إنهاءه لاحقا استجابة لطلب الحكومة.

ويرى متابعون أن الضغط الداخلي ومن الحليف الأميركي قد يدفع نتنياهو إلى إعادة النظر والقبول بالاتفاق الذي يجري العمل عليه، لكن ذلك ليس مؤكدا، لافتين إلى أن انضمام قوى غربية أخرى على غرار بريطانيا من شأنه أن يضاعف حجم الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.

وقالت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى إنه “من اللافت للنظر” أن الرئيس الأميركي يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، وليس على زعيم حماس يحيى السنوار، بشأن الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق في غزة. وأضافت المصادر أن تصريح بايدن بأن نتنياهو لم يبذل جهدا كافيا للتوصل إلى اتفاق كان خطيرا أيضا لأنه جاء بعد مرور أيام على إعدام حماس لـ6 رهائن من بينهم أميركي.

وعلى الرغم من الدعم الأميركي الكامل لإسرائيل في الحرب التي تخوضها في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، لم تكن العلاقة بين نتنياهو وبايدن في معظم الفترات على ما يرام، وكان يسودها أحيانا التوتر.

ويرى مراقبون أن إدارة بايدن ملت، على ما يبدو، من مراوغات نتنياهو، وهي تريد الدفع باتجاه هدنة، خاصة وأن هناك مخاوف من أن يؤثر ما يجري في المنطقة على الاستحقاق الانتخابي الأميركي.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” في وقت سابق عن مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية قوله إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع مصر وقطر بشأن تفاصيل “صفقة نهائية” لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، وإن واشنطن تخطط لتقديم الصفقة إلى إسرائيل وحركة حماس خلال الأسابيع المقبلة، وهي صفقة إذا فشل الطرفان في قبولها فستشكل “نهاية للمفاوضات التي تقودها واشنطن”.

وأوضح مسؤولون أميركيون للصحيفة الأميركية أن مساعي الرئيس بايدن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة باتت أكثر إلحاحا، لاسيما بعد إعلان الجيش الإسرائيلي انتشال جثامين ستة من المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، من بينهم الأميركي هيرش جولدبيرج بولين.

ولفت مسؤولو إدارة بايدن إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان العثور على جثامين المحتجزين الستة سيجعل إسرائيل وحماس أبعد أو أقرب إلى التوصل لاتفاق.

وقال مسؤول رفيع المستوى “لا يمكنك أن تواصل التفاوض على هذا الأمر. هذه العملية يجب أن تنتهي عند نقطة ما”، وأضاف أن الولايات المتحدة ومصر وقطر كانت تعمل على المقترح النهائي قبل اكتشاف جثامين المحتجزين الستة في نفق تحت جنوب غزة، بمدينة رفح.

ومضى المسؤول قائلا “هل ينهي الأمر الحديث عن صفقة؟ لا، يجب أن تزيد هذه الحادثة من إلحاح التوصل إلى صفقة في هذه المرحلة النهائية، والتي كنا فيها بالفعل”.

ومنذ أشهر تجري مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس برعاية أميركية – مصرية – قطرية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة في مقابل الأسرى الفلسطينيين، ووقف مؤقت لإطلاق النار، على أمل وضع الأساس لنهاية دائمة للحرب.

وشهدت المنطقة زيارات متكررة لمسؤولين أميركيين على غرار وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ومبعوث بايدن إلى الشرق الأوسط بريت مكجورك، حيث سعوا مع المفاوضين القطريين والمصريين لدفع الطرفين إلى التوصل لاتفاق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى