​فرنسا تتحرر من ديكتاتورية النجم الأول وعشوائية هجومية معتادة

> باريس «الأيام» وكالات:

>
حقق منتخب فرنسا الأول لكرة القدم، فوزًا مقنعًا على نظيره البلجيكي (2-0)، مساء الاثنين، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات ببطولة دوري الأمم الأوروبية 2024-2025.

وبهذه النتيجة.. عوض الفرنسيون سقوطهم المدوي في الجولة الأولى أمام إيطاليا، بهدف مقابل ثلاثة، ليحتلوا المركز الثاني في مجموعتهم بـ3 نقاط، بالتساوي مع بلجيكا.

ثنائية فرنسا جاءت في غياب النجم الأول كيليان مبابي، الذي بدأ المواجهة أمام الفريق البلجيكي من "دكة البدلاء"، قبل أن يدخل إلى أرضية الملعب، في الدقيقة 67.
وظهر منتخب الديوك بشكل جيد طوال الـ67 دقيقة، التي تواجد فيها مبابي على "دكة البدلاء" ، خاصة أن الأخير والذي انتقل من باريس سان جيرمان الفرنسي إلى ريال مدريد الإسباني، خلال صيف العام الحالي، يُعاني من تراجع ملحوظ في مستواه، في الفترة الأخيرة.

وعلى الرغم من أن كيليان مبابي، أصبح يلعب كثيرًا كـ"رأس حربة" في الفترة الأخيرة ، إلا أن اللاعب بشكل تلقائي وخلال سير المباريات، يتجه إلى الناحية اليسرى من خط المقدمة، لاستلام الكرة والانطلاق نحو مرمى المنافس.
وباعتبار أيضًا أن مبابي هو النجم الأول لفرنسا، نجد أن هجمات الديوك تكون معظمها من الناحية اليسرى ، لذلك.. يُعاني المنتخب من صعوبات كثيرة، عندما يغلق المنافس هذه الجهة.

وفي ظل غياب مبابي عن التشكيل الأساسي للمنتخب الفرنسي أمام بلجيكا، كان هناك تنوع في هجمات المنتخب الفرنسي، ما بين الجناحين الأيمن والأيسر.
هذا التنوع الهجومي، خلخل دفاعات منتخب بلجيكا، حيث لم يستطيعوا السيطرة على عثمان ديمبلي في الجانب الأيمن أو ماركوس تورم في الجناح الأيسر.

وكان كولو مواني الذي لعب كـ"مهاجم صريح" في تشكيل فرنسا أمام بلجيكا، هو المستفيد الأكبر من تشتت دفاعات بلجيكا بين ديمبلي وتورام، حيث وصلت إليه الكرة في العمق - بدون أي مراقبة -، وذلك في لعبة الهدف الأول الذي جاء في الدقيقة 30.

ومع بداية الموسم الرياضي الحالي 2024-2025، وجدنا حرية أكبر في تحركات الجناح الأيمن عثمان ديمبلي، مع فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي.
هذه الحرية التي تحصل عليها ديمبلي، جاءت بالتزامن مع رحيل كيليان مبابي عن الفريق الأول لكرة القدم بنادي باريس سان جيرمان، وانتقاله إلى العملاق الإسباني ريال مدريد.

ونجح ديمبلي في أن يبصم على هدف ويصنع 3 آخرين، في أول ثلاث مباريات فقط مع الفريق الباريسي، في مطلع الموسم الرياضي الحالي، وهو ما يعكس شعوره بالراحة مع الحرية التي تحصل عليها، داخل المستطيل الأخضر.

ولم يقتصر الأمر على الفريق الباريسي فقط، حيث تمتع عثمان بهذه الحرية على أرضية الملعب، في مواجهة فرنسا وبلجيكا، ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية، وذلك عندما بدأ في التشكيل الأساسي، مع إجلاس مبابي على الدكة.

نجم باريس سان جيرمان كان يدخل كثيرًا إلى عمق الملعب، خلال مباراة فرنسا وبلجيكا، وهو الأمر الذي لا يستطيع أن يقوم به عندما يتواجد مبابي على أرضية الميدان، نظرًا لأن الأخير يقوم بهذا الدور بنفسه.

مبابي - كما ذكرنا - يحب أن ينطلق من الناحية اليسرى، على أن يدخل بعدها إلى عمق الملعب أو قلب الهجوم، وهو ما يجعل الجناح المتواجد على الطرف الأيمن، سواء ديمبلي أو غيره من اللاعبين، يلتزمون بالركض على الخط.
وبالرغم من تنوع اللعب على الجناحين الأيمن والأيسر، والحرية التي تحصل عليها عثمان ديمبلي في غياب كيليان مبابي، إلا أن هناك عيب خطير للغاية، لا يجب الإغفال عنه.

هذا العيب يتمثل في "عشوائية" معظم العناصر الهجومية في المنتخب الفرنسي، خاصة في إنهاء الهجمات أمام مرمى المنافس، على عكس مبابي الذي يتمتع بنسبة تسجيل عالية للغاية.
ديمبلي وكولو مواني بالذات، يعانيا من عشوائية واضحة أمام المرمى، ما يجعلهما يهدران الكثير من الفرص السهلة أمام الفرق المنافس، مهما كانت أسماءها.

وعلى سبيل المثال.. الهدف الفرنسي الأول في الشباك البلجيكية، والذي جاء في الدقيقة 30، كاد أن يضيع في البداية، بسبب ضعف إنهاء الهجمات لدى ديمبلي ومواني.
وقام ديمبلي بـ"التوغل" بين دفاعات بلجيكا، قبل أن يسدد الكرة بشكل ضعيف أو غير متقن، ليتصدى لها الحارس كوين كاستيليس، ولكنها وصلت في النهاية إلى مواني، الذي استلم بأريحية داخل منطقة الجزاء.

هذا الاستلام السهل في لعبة الهدف، لم يمنع مواني الذي كان وجهًا لوجه أمام المرمى، من التسديد بشكل سيئ هو الآخر، حيث اصطدمت الكرة بجسد مدافع بلجيكا قبل أن تسكن الشباك.
حتى أن هدف ديمبلي الرائع في الدقيقة 57 - ليس مقياسًا -، فهذا اللاعب يقوم بمثل هذه الألعاب والتسديدات في عديد المرات، حيث قليلًا ما تنجح وكثيرًا ما تخطئ.

وفي الدقيقة 67 من مباراة فرنسا وبلجيكا، أقحم ديدييه ديشان، المدير الفني لمنتخب فرنسا، نجمه ومهاجمه الأول كيليان مبابي، بعد أن بدأ من "دكة البدلاء".
مبابي وعلى الرغم من مهاراته الكبيرة وتحركاته الرائعة، في الـ23 دقيقة التي لعبها أمام بلجيكا، إلا أنه فشل مرة أخرى في تسجيل أي هدف، وسط تألق من الحارس كوين كاستيليس.

كاستيلس تصدى لهدفين محققين من مبابي، في الدقيقتين 73 و87، كادا أن يضاعفا النتيجة لمصلحة منتخب فرنسا الأول لكرة القدم، في قمة دوري الأمم الأوروبية.
لكن حتى مع تألق الحارس البلجيكي، لا يُمكن إغفال أن مثل هاتين الفرصتين، كان يسكنمها كيليان مبابي بكل أريحية داخل الشباك، في الأوضاع الطبيعية.

والآن.. يبدو أن مبابي يمر بفترة فراغ، أثرت على حاسته التهديفية أمام المرمى، وهو ما يحدث في مبارياته الأخيرة مع منتخب فرنسا، وحتى مع فريقه الجديد ريال مدريد.
مع مدريد فشل مبابي في تسجيل أي هدف، خلال الجولات الثلاث الأولى من مسابقة الدوري الإسباني، قبل أن يحرز ثنائية في لقاء الأسبوع الرابع أمام ريال بيتيس، من بينهما ركلة جزاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى