غياب الضمانات يدفع جنوبيي الشرعية نحو «الوحدة» غير راغبين

> كتب/ المراقب السياسي

>
  • الشرعية في سكرات الموت.. كيف ينظر خصوم الانتقالي لما بعد الدفن؟
  • يا انتقالي.. ضمان مستقبل جنوبيي الشرعية أولى من ضمان مصالح دول الجوار
> جنوب اليوم غير جنوب الأمس، هناك واقع جديد يجب عدم إغفاله، وقوى جديدة على الأرض تشكلت من واقع المعاناة ستقوم بتسيير الأمور في المستقبل ويجب عدم الالتفاف عليها، لكن يبقى الأمر الوحيد العائق بوجه الجنوبيين اليوم هو احتضان جنوبيي الشرعية.

إن قيام دولة جديدة في الجنوب يتطلب ضمان مصالح جميع أبناء هذا الوطن وتأمينه سواء بحياتهم أو ممتلكاتهم، وهذا هو طريق العقل والمنطق إذا أراد الجنوبيون إعادة بناء دولتهم حتى وإن خالفهم العالم الرأي الآن.

هناك مخاوف حقيقية لدى جنوبيي الشرعية وأولئك المنظوين تحت بعض التنظيمات تدفعهم دفعاً للدفاع عن الوحدة حتى وإن كانوا هم أنفسهم مقتنعين في قرارة أنفسهم باستحالة استمرار الوحدة.

وكما تقوم مختلف التشكيلات الجنوبية اليوم بضمان مصالح الدول في الجنوب لاستمالتها إلى مشروع الاستقلال للجنوب، فالأحرى بهذه التشكيلات والجنوبيين بشكل عام، ضمان مصالح الجنوبيين المعارضين للمشروع واحتضان الجميع.

هناك الكثير من الحديث عن الرئيس عبدربه منصور هادي على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مسيء له، وهو في النهاية جنوبي بغض النظر عن انتمائه السياسي ومرده إلى الجنوب، ويجب ألّا ننسى إيجابيات الرجل، فمنذ وصوله إلى السلطة لم يقم بقمع الحراك الجنوبي، وفتح المجال أمام الجنوبيين للتظاهر وإيصال رسالتهم بكل حرية.

وكل الكلام المسيء بشخص الرئيس عبدربه منصور هادي، على الجميع التصدي له حتى من باب احترام منصب الرئاسة، والبداية لاستمالة جنوبيي الشرعية هي بالكف عن الكلام البذي والسيء الذي لا يوصل إلى أي هدف في عالم السياسة، بل يقوم بشحن قلوب الجنوبيين ضد الجنوبيين، وهو ما يريده أعداء مشروع الاستقلال.

وهناك نوع آخر من الحديث بغرض الدفاع عن بعض الشخصيات مثل اللواء عيدروس قاسم الزبيدي حتى يصل الأمر إلى حد القداسة، وهو أمر خطير أيضاً يدفع إلى الخوف، بينما الزبيدي لا يحتاج إلى الدفاع عنه، فقد عرفناه منذ أن كان في جبال الضالع، ومصدر قوته الكبير كونه أحد أبناء الشعب البسطاء، ورفْعُه إلى مستوى آخر سيطيح به، ويغرس الخوف منه لدى الأطراف الأخرى.

إننا في هذه الصحيفة نعتقد أن الأجواء يجب تلطيفها بين الجنوبيين، وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي - بصفته الحاضن الجنوبي - مسؤولية أن يخرج اليوم داعياً جميع النشطاء من الشباب والمتسيسين إلى الكف عن نشر ما لا يفيد القضية والاحتكام إلى العقل، ودفعهم إلى ترغيب الطرف الآخر للانضمام إليهم، فهذه أكبر خدمة للقضية الجنوبية اليوم، بينما التطرف في الرأي والمغالاة في الولاء للتنظيمات السياسية أو للأفراد أمر لا يخدم هدف استعادة دولتهم، بل سيؤخره إلى مالا نهاية.

إذا انتهت الشرعية اليوم، أين سيذهب الرئيس عبدربه والجنوبيون المنضوون تحت لواء الشرعية؟، بالتأكيد إلى الجنوب الذي يجب أن يجدوه فاتحاً أذرعه لهم، وهو بالتأكيد يتسع للجميع، وعلى الجميع أن يقوموا بحماية الكل فيه.

الجنوبيون اليوم يطمحون إلى دولة النظام والقانون التي تحمي الجميع، وليس إلى نظام الانتقام الدموي الذي كان متواجداً قبل 1990م، فسياسية التصفيات الجسدية والسحل على الخصوم هي ما وصّل الجنوبيين إلى القبول بوحدة غير متكافئة هرباً من ذلك المصير.

والجنوبيون بطبعهم شعب متسامح ويحب العفو، ولا توجد مشاكل عرقية أو إثنية في الجنوب سوى تلك التي يفتعلها البعض بداعي القبلية أو المشيخة الكاذبة، ولكم أن تروا الجنوبيين بشكلهم الحقيقي في المدن والأسواق، أو أولئك العسكر في الجيش والأمن، فالجميع متعايش مع بعضهم، وحان وقت دفن أي خلافات سابقة والنظر إلى المستقبل، والأمر أسهل مما تظنون.

على منظمات المجتمع المدني تقع مسؤولية تسمية أولئك الأشخاص والمواقع الإخبارية التي تذكي الكراهية، وتقوم بنشر تقارير أسبوعية عما تراقبه، لكي يفهم المواطن ما يحاك ضده.

إن دافع هذه الصحيفة في نشر هذا التحليل اليوم هو ملاحظتنا لازدياد خطاب الكراهية والتحريض بشكل غير طبيعي طول الأسبوع الماضي، ونعتقد أنه خطاب يتيم ممول يستهدف الجنوبيين، لأن كل الادعاءات المشمولة فيها لا تحمل أي دليل مادي على ما تدعيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى