طفي.. طفي

> جاء قريبي من الخارج في زيارة لأهله بعدن بعد أن كان يعمل في أثنينا ثم ماليزيا واستقر في كوريا الجنوبية، وعندما التقينا بعد سنوات غياب ورأى ما وصلت إليه عدن وأهلها من معاناة، وكان يتذكر الفنان المصري الذي كان يتغنى بعدن: "جنة عدن.. يا جنة"، وأصبح لسان الحال يقلب كلمات الأغنية رأسا على عقب، لتصير: "قرية عدن.. يا قرية".

وصل حال كثير من الناس إلى البؤس من معاناة الحروب وعدم الاستقرار في الخدمات من مياه وكهرباء وأسعار طالعة في العلالي وارتفاع الدولار والمسؤولون نائمون في العسل ولا يؤدون حق الله في رعاية الشعب والقيام بمسؤولياتهم.

وعندما ألتقينا كان يوما شديد الرطوبة والحر ورأيته يعرق، فابتسمت له قائلا: كيف شفت الكهرباء؟ ومسلسل طفي - لصي؟

لعلي بذلك أخفف عليه شدة الحر، فرد عليّ بابتسامة ألم ممزوجة بسخرية: ايش من طفي، صار عندكم: طفي - طفي، ما عاد في لصي، حذفوها أصحاب الكهرباء يقصد من كثرة ساعات الإطفاء، ثم أضاف عندما كان يريد مغادرة عدن عائدا إلى كوريا الجنوبية: الله يعينكم على كهرباء ومسلسل طفي - طفي؟



موت وخراب ديار

يا جماعة يا من تسكنون في الأبراج العالية ولا تدرون ما يعانيه الشعب، هناك أناس لم يعودوا يفكرون بكهرباء وماء وغذاء ورعاية صحية، بل الأمر من ذلك أنهم صاروا يهمون حالة الموت وكيف سيدبرون تكاليف الوفاة من غسل وكفن وتكاليف القبر التي صارت مثل الفنادق 5 نجوم، و3 نجوم وما دون ذلك، بحسب قرب القبر من البوابة تحدد قيمته، يعني باختصار عرفنا الآن قيمة العبارة المصرية الشهيرة "موت وخراب ديار".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى