ريال مدريد وموسم (فما حاجة) !!

> عبدالإله حمود المطري

> *
عبدالإله المطري
عبدالإله المطري
فما حاجة فما حاجة !! بهذه العبارة التلقائية البسيطة من كبير معلقي الـ (بي إن سبورت) عنون ريال مدريد موسمه التاريخي الأسطوري لموسم 2022م ، الذي أردى وقضى فيه على كبار أوروبا في سيناريو يفوق الخيال في لحظات تاريخية مجنونة أغرقت العالم كله في ذهول وصمت مهيب في سيناريو أبكى عيون المحبين والعاشقين ، قبل الكارهين، وانتزع الثناء والإعجاب والإشادات من أخرس الألسن قبل فصيحها!!

* فبعد أن سقط في باريس بيد عاشقه العاق الفرنسي مبابي بينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة ، لتزداد الجراح عمقا بهدف العاق في شوط الإياب الأول، لينهض بعدها (الملكي) كبطل أسطوري ثائر في فيلم هندي خياله يفوق الخيال، ويضرب الكريم بن زيمة بـ (هاتريك) ثلاثي الأبعاد لا يُصد ولا يُرد يفوق احتمال الإحتمال ، ليحيل أحلام الباريسيين إلى كوابيس موحشة ، وليؤكد عقدتهم الأوروبية الأبدية رغم تخمة النجوم وإسهال صرف الأموال اللا إرادي !!

* وكعادة الريال وعشقه الأبدي لتحويل أي مباراة عادية إلى ملحمة درامية تاريخية لا ينساها العالم ، ترنح في الإياب أمام بطل أوروبا وحامل لقبها (البلوز) ، ليعلن أزرق لندن أنه من قلب البرنابيو يتأهل ويفوووووز !! ولكن .. وآآآآآآه ، ما أخبث وأشق وأقسى هذه الثلاثة الأحرف السحرية (لكن)!! ، فأنت بحضرة الملوك، وإذا حضر الملوك إلتغى من القاموس شيء إسمه المستحيل، فبعد أن تقدم البلوز بثلاثية نارية ، كان بإمكانها إخماد أنفاس أكبر الكبار (إلا الملوك) ، فقد أتى شبل ريال مدريد ووريث السامبا (رودي) بالنبأ اليقين ، وحول أفراح الأزرق للوعة وأنين ، ليختمها الكريم ويُكرم وفادة البلوز بإعادتهم على أول طائرة إلى لندن مكرمين.

* ليأتي الدور على البعبع المانشستراوي السماوي الأزرق وكل مناه كان تحقيق حلم الأبطال مهما بذل وخطط وأنفق لتبدأ المعركة بهدفين مبكرين تذبحان أعتى تنين أسطوري ، من الوريد إلى الوريد ، وتكتمان أنفاسه إلى الأبد ، ولكنه الريال يا بيب !! ، لتنتهي المباراة زرقاء صافية وضعت قدم السماوي الأولى في باريس ، ليأتي فتى الجزائر ويضع قدمه الثانية هناك بعد هدف صاروخي لا يُصد ولا يُرد ليستفز احتفالات وصرخات بيب وكتيبته السماوية جينات الملووووك وتطعنهم في كبريائهم ليتحول البرنابيو لقيامة بيب والجحيم ويسقط وريث السامبا (رودي) كالليث المفترس من جديد ليحول نهار بيب الوردي إلى ظلام حالك وسط صرخات الشوالي الخالدة : فما حاجة فما حاجة !! ليرد عليه الملوك بغمزة ماكرة وابتسامة ساخرة ليقولون : نعم يا شوالي بالتأكيد فما حاجة !! ، ليسقط السيتي في الدقيقة الأخيرة بينما كان بيب يستعد، ودكته للإحتفالات الصاخبة فمن ذا الذي يعود أمام السيتي في دقيقتين والفارق ليس هدفاً بل هدفين؟ !! ليكتب السيناريو ، الذي أوقف القلوب وفضح سذاجة بيب جوارديولا والعيوب ، ويسجل الريال نفسه طرفا في نهائي باريس ، ليجد نفسه أمام تحد جديد وخصم لدود عنيد ، قادم للإنتقام ، ومداواة جراحه المحلية ، بعد فقده للبريمير ليج في آخر الأنفاس ، متطلعاً إلى تحقيق أغلى وأسمى الألقاب، ليكشر عن أسنانه والأنياب ويعلن أن وقت الأنتقام قد حان بعد الغياب.

* وهكذا كان الملوك أمام خصم شرس عنيد وفي ملعب كل مُنى أصحابه الشماتة في الريال ، وحرمانهم من اللقب .. بالتأكيد بعد قصة فتاهم المدلل الذي رمى قميص ولائهم في النهار ليرتديه محملا بمفاتيح باريس في الليل ، ورئيس اتحاد يشق عليه كثيراااا تسليم اللقب للريال بعد معركة بيريز القضائية والنزال ، لينظر الملوك يمنة ويسرة فلا يجدون حولهم غير ضباع الشماتة المتأهبة ،وإعلام يستعد للأفراح والليالي الملاح وعلى جثة خسارة الملكي تُصب الأقداح ، ليعول المحبون كثيرا على شخصية وجينات البطل ومن شخصيته البطل فلا يكل ولا يمل ، من رمي الخصوم بالسكتات والشلل لينهيها الفتى (فيني) غزال البرازيل قاطعاً الألسنة والأقاويل بهدف حمى نظافته ودافع عن بياضه سد بلجيكا كورتوا العالمي ، الذي رفع شعار ممنوع من اللمس أمام صلاح وكتيبته ، الذين ظلوا يركضون ويحاولون ، ونظرات اليأس والخيبة ، وقلة الحيلة في أعينهم تفضح المكنون لتنتهي المباراة وتضع البطولة أوزارها معلنة نفسها بيضاء صافية تسر الناظرين وتلهب حماس العاشقات والعاشقين ومسك ختامها الريال الذي لا يكتب التاريخ لأن التاريخ هو الريال.

جاكرتا 07/10/2022

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى