نزيف شبوة

> إن الجنوب بكل محافظاته أمام مرحلة فاصلة يصارع الموت القادم من الشمال، بكافة مشاريعه وحلفائه، فشبوة وعدن وأبين تنزف، ولكل محافظة نزيفها وطريقة وأدوات حربها، فشبوة تنزف وتحاصرها جبهات الحوثي وعملياتها، وتحفزات الإخوان ويثخنها الإرهاب تفجيرا، وقتلا، واغتيالا، وخطفا، وهي صامدة، فقدرها أن تواجه هذه الحرب الثلاثية لقوى الشر.

وفي سياق نزيف الجُرح الشبواني سقط يوم أمس أربعة شهداء من منتسبي دفاع شبوة، اقتنصهم الإرهاب بعملية غادرة بعبوة ناسفة استهدفت سيارة إسعاف، هذه السيارات يعرفها العالم كله بـ"ملائكة الرحمة"، في كل حروب العالم لا يمسها أحد، حتى في المجازر الوحشية تمر سياراتهم آمنة مطمئنة، إلا في أعراف الإرهاب وحلفائهم والمتخادمين معه من قوى الشر، فإنهم ينسفونها بمن فيها بعبواتهم.

توحش الإرهاب في شبوة بعد انكسار تمرد مليشيات الإخوان ومليشيات الحوثي فيها، حين جاءت سلطة محلية وقوات شبوانية ليست بمواصفاتهم، ولا مواصفات المتخادمين معهم، فحين كانت تلك المليشيات جاثمة في شبوة، وتدير السلطة بما يتخادم والإرهاب الحوثي، لم يطلق الإرهاب عليها طلقة، ولا زرع عبوة ناسفة، ولا فجّر سيارة مفخخة.

وهذا يضع إجابات قطعية على استفهامات التقاطع والتخادم بين قوى الشر الثلاثة، فحين أتت السلطة المحلية الحالية وقوات دفاع شبوة، وباشرت مهامها في تأمين المحافظة تكالبوا عليها تكفيرا، وإرهابا، وقتلا، واغتيالا، وهجوما، وخطفا، وعبوات ناسفة، وما زال الجرح ينزف.

رغم الحزن والأسى العميقين لفقد شباب صادقين مع محافظتهم وأمنها، ومحاربة أي قوة تزرع الشر والخراب فيها، فإن شبوة صامدة بكل فئاتها، في حربها للإرهاب، وحربها للحوثي، ويقظتها لدسائس الإخوان وتحشيدات مليشياتهم، فالمشاريع الثلاثة متخادمة ومتكاملة في جرائمها ومؤامراتها، لزعزعة السكينة والسلام في المحافظة.

إن العمليات الإرهابية لن تزيد أبطال الجنوب، وأبطال قوات دفاع شبوة إلا قوة وصلابة وإصرارا، على دحر فلول الإرهاب، وأن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا. فعلى دربهم يمضي رجال صادقون حتى تطهير تراب محافظة شبوة، من كل مشاريع الشر وعناصره الإجرامية المتطرفة، والحفاظ على أمنها واستقرارها وسكينة أبنائها.

العزاء والمواساة لذوي الشهداء، والرحمة لأرواحهم، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهمنا وأهاليهم الصبر والسلوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى