أمير قطر إلى باريس ووفد إسرائيلي إلى الدوحة لبحث هدنة غزة

> باريس/الدوحة/تل أبيب "الأيام" العرب:

>
​أعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين أنه سيستضيف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في باريس وإنهما سيناقشان الأزمة الراهنة في غزة، بينما أجرى الأخير مباحثات مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تزامنا مع توجه وفد إسرائيلي إلى الدوحة، فيما تحدثت مصادر مصرية عن محادثات غير مباشرة بين حول مسار الهدنة وصفقة إطلاق الرهائن الإسرائيليين.  

وسيصل الشيخ تميم إلى العاصمة الفرنسية لإجراء المحادثات اليوم الثلاثاء، في ما قالت الرئاسة الفرنسية إنها أول زيارة رسمية بالكامل من قطر منذ 15 عاما.

وقال بيان صادر عن مكتب ماكرون إن الزعيمين سيؤكدان مجددا المساعي لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وللتوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقال مصدر لرويترز إن مسؤولين إسرائيليين توجهوا اليوم الاثنين إلى قطر، حيث يوجد المكتب السياسي لحركة حماس وعدد من كبار قادتها، للعمل على بنود اتفاق هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن في خطوة نحو التوصل إلى اتفاق هدنة تقول واشنطن إنه أصبح قريبا.

وتتعرض إسرائيل لضغوط من حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة للموافقة على هدنة قريبا لتفادي هجوم هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشنه على رفح آخر مدينة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة والتي يعيش بها أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وقال المصدر إن وفد العمل الإسرائيلي المكون من مسؤولين في الجيش وجهاز المخابرات (الموساد)، مكلف بإنشاء مركز عمليات لدعم المفاوضات. وستشمل مهمته إجراء التدقيق المتعلق بالفلسطينيين الذين ترغب حماس في الإفراج عنهم في إطار اتفاق إطلاق سراح الرهائن.

ويشير الوفد الإسرائيلي إلى أن محادثات السلام في حرب غزة استغرقت وقتا أطول من المرات السابقة بعدما رفضت إسرائيل في بداية هذا الشهر عرضا مقابلا من حماس بهدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر.

وناقش مسؤولون إسرائيليون الأسبوع الماضي بنود اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في محادثات في باريس مع وفود من الولايات المتحدة ومصر وقطر، ولكن ليس مع حماس.

وقال البيت الأبيض إنهم توصلوا إلى "تفاهم" حول الملامح الأساسية لاتفاق حول الرهائن خلال محادثاتهم في باريس، لكن المفاوضات لا تزال جارية. وأطلع الوفد الإسرائيلي حكومة الحرب بقيادة نتنياهو على ما دار في المحادثات في وقت متأخر من مساء السبت.

وقالت مصادر أمنية مصرية إن محادثات غير مباشرة يشارك فيها وفدان من إسرائيل وحماس ستُعقد هذا الأسبوع أولا في قطر ثم في القاهرة لاحقا. وسيجتمع الوفدان مع الوسطاء في نفس المدينة ولكن ليس وجها لوجه. ولم تعلق إسرائيل رسميا على مثل هذه المحادثات ولم يصدر أي تعليق حتى اليوم الاثنين من قطر.

ومن المعروف أن الطرفين على طرفي نقيض في ما يتعلق بالأهداف النهائية، إذ تقول حماس إنها لن تطلق سراح أكثر من 100 شخص من الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم ما لم تتعهد إسرائيل بالانسحاب من قطاع غزة وتنهي الحرب.

وتدير حماس قطاع غزة، وأشعل هجوم شنته الحركة في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل فتيل الحرب. وتقول إسرائيل إنها لن تتفاوض إلا على هدنة للأعمال القتالية مقابل إطلاق سراح الرهائن ولن توقف حملتها البرية بشكل كامل قبل القضاء على حماس. كما تريد السيطرة الأمنية الشاملة على القطاع إلى أجل غير مسمى.

وشنت إسرائيل هجوما بريا شاملا على غزة أدى إلى مقتل 30 ألف شخص تقريبا، وفقا للسلطات الصحية في غزة، وذلك ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

وقال نتنياهو أمس الأحد إنه يتعين على حماس التراجع عن مطالبها السياسية للتوصل إلى اتفاق، مضيفا "هم في كوكب آخر، لكن إذا وصلوا إلى موقف معقول، فنعم سيكون لدينا اتفاق حول الرهائن. أتمنى ذلك".

وأكد سامي أبوزهري القيادي الكبير في حركة حماس مجددا في حديث مع رويترز الاثنين أن إطلاق سراح الرهائن ممكن أن يحدث "شريطة" أن يكون جزء من تسوية أشمل، مضيفا "ضمان وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وعوده النازحين ودخول المساعدات وأغراض الإيواء والإعمار هي ضمانة نجاح أي اتفاق".

وفي تطور يمكن أن يكون له تأثير على المفاوضات الطويلة لإنهاء الصراع، استقال الاثنين محمد اشتية رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية التي تمارس سيطرة مدنية محدودة على مناطق من الضفة الغربية.

وقال اشتية  الاثنين إنه قدم استقالته للسماح بتشكيل توافق واسع في الآراء بين الفلسطينيين فيما يتعلق بالترتيبات السياسية بعد حرب غزة.

وفقدت السلطة الفلسطينية التي يعترف الغرب بأنها ممثل رسمي للفلسطينيين، السيطرة على قطاع غزة لصالح حماس في عام 2007. ودعت واشنطن إلى إجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية في إطار حل شامل يتعلق بإدارة الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة، في مرحلة ما بعد الحرب.

وفيما يستعد لزيارة باريس غدا الثلاثاء وقبل وصول وفد إسرائيلي للدوحة، بحث أمير قطر الشيخ الاثنين، مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس جهود التوصل إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع والأوضاع بالأراضي الفلسطينية.

وجاء ذلك خلال استقبال الشيخ تميم لاسماعيل هنية في مكتبه بقصر لوسيل بالعاصمة الدوحة، وفق بيان للديوان الأميري القطري.

وقال البيان إنه جرى خلال المقابلة استعراض آخر التطورات في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة ومناقشة جهود قطر الهادفة للتوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع.

وأكد الشيخ تميم على "دعم قطر الدائم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وأهمية وحدة الصف الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وبحسب بيان لحركة حماس، أكد هنية على أن الحركة استجابت لجهود الوسطاء ووافقت على مسار المفاوضات حول وقف العدوان وأبدت جدية ومرونة عالية.

وقالت "لكنها ترى(الحركة) أن العدو الصهيوني يماطل وهو ما لن تقبله الحركة بأي حال من الأحوال ولن يكون الوقت مفتوحا أمام ذلك".

وشدد هنية خلال اللقاء على ضرورة وقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء. كما شرح بشكل موسع حرب التجويع التي تقوم بها إسرائيل ضد القطاع، وما يترتب على ذلك من كارثه إنسانية لم يسبق لها مثيل، مضيفا أن "العدو يستخدم المعاناة لحرمان شعبنا من تحقيق طموحاته في الحرية والخلاص من الاحتلال والحصار".

وأشار إلى أن "وقف حرب التجويع يحظى بأعلى درجات الاهتمام ولا ينبغي ربط ذلك بأي قضايا أخرى ولن نسمح للعدو استخدام المفاوضات كغطاء لهذه الجريمة".

وتلعب قطر دورا رئيسيا بارزا في الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأمس الأحد قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن وفدا إسرائيليا يصل قطر الاثنين، ليبحث مع الوسطاء تفاصيل صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس مقابل هدنة مؤقتة للحرب المدمرة.

كما أفادت أنه "من المقرر أن تتطرق المفاوضات إلى كافة القضايا المتعلقة بالصفقة بما في ذلك، قائمة أسماء المحتجزين في غزة الذين سيتم الإفراج عنهم، وهوية الأسرى الفلسطينيين المتوقع إطلاق سراحهم".

وذكرت أن المفاوضات ستبحث أيضا "عملية وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدن الفلسطينية بقطاع غزة، ووقف جمع المعلومات الاستخباراتية من قبل إسرائيل خلال فترة الهدنة، وعودة محدودة للمواطنين من جنوب قطاع غزة إلى شماله".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى