التربية الإيمانية

> عليك بالتربية الإيمانية لأبنائك وأن تبتعد في تربيتك لهم عن الإفراط أو التفريط في التربية، فالوالد القاسي الذي يرغم أولاده على الالتزام بالدين والصلاة والصيام واللباس الشرعي بالقوة والقهر، وتخويفهم الدائم بالنار والعذاب والوعيد فيتربى الأبناء على الخوف المرَضي (بفتح الميم والراء) من الله ويهمل هذا الوالد جانب الوعد والرحمة والحب والحنان في المراقبة لله تعالى فتكون النتيجة النفور من الدين ومن العبادات ومن اللباس الشرعي، الوالد الذي يقرع أبناءه دائمًا بأنه يعمل ليل نهار من أجلهم ويصور نفسه لهم بأنه الرازق وينسى أن يربط الرزق والنعيم بالمنعم الرزاق المتين هذا جانب من التربية بالإفراط والوعيد، ومن الآباء من يتركون لأبنائهم الحبل على الغارب في السلوكيات ويغدق عليهم في العطاء ودائمًا يقول لهم أنا ألبي طلباتكم والمطلوب منكم التفوق في الدراسة والحصول على التقديرات، وينسى هذا الوالد جانب الوعد والاتزان في التربية فيركز على الدراسة كما لا يهتم بالجانب الخلقي والتربية الإيمانية التي تعلمهم المراقبة لله تعالى والشكر العملي على النعم وفق القاعدة التربوية النبوية (اتق الله حيثما كنت) والقاعدة الثانية (احفظ الله يحفظك) وأن شكر النعمة يحتاج إلى مراقبة الرزاق سبحانه وتعالى وبذلك تربي الأبناء على التربية السوية المادية الإيمانية.

وأن ندرب الأبناء على تقبل القضاء والقدر وعدم الجزع المرضي من المصائب والخوف المرضي من المرض والفقر وعدم التوفيق، المهم أن نربيهم على أن العبد عليه الاجتهاد في العمل أما النتائج بعد اتقان العمل فهي موكلة لله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً وأن العبد مثاب على عمله الصالح إن عاجلاً أو آجلا، فنحن عبيد للرحمن الرحيم الذي كتب على نفسه أنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وقد يكون في التأخير في جني المحصول رحمة من الله وتربية من العليم الخبير لعباده المؤمنين ولنا في خرق السفينة في سورة الكهف مثال لبيان أن رحمة الله وعونه تكمن في قضائه وقدره الذي لا يعلمه الا الله، وبذلك تربي شخصية سوية، قوية، مؤمنة، مجتهدة متيقنة بالله تعالى أنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً وهو مؤمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى