مسؤول صحي لـ"الأيام": نقص الدعم والتمويل فاقم وضع الكوليرا في عدن

> عدن «الأيام» محمد رائد محمد:

> أفاد لـ"الأيام" مدير إدارة الترصد الوبائي في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بمحافظة عدن، د. مجدي الداعري، إلى أن مواجهة الكوليرا لم تصل إلى المستوى المطلوب ولم ترق للدرجة التي تحتاجها المرافق الصحية، فالاحتياجات الصحية كبيرة لكي تتغلب على هذا الوباء، فمحافظة عدن مساحتها ضيقة ومبانيها متقاربة جدًا، والازدحام السكاني فيها كبير، وبالتالي فإن انتشار المرض سيكون سريعًا بعكس المحافظات الأخرى والتي تتمتع بمساحات شاسعة ومتفرقة، كما أن هناك عامل أساسي وهو أن عدن تعتبر موطئ قدم لمعظم سكان المحافظات الأخرى وهو ما ساعد على العدوى بشكل أقوى، وهو ما اتضح في البيانات المعتمدة لدينا أن كثير من المصابين بالكوليرا جاؤوا من المحافظات المجاورة (لحج، وأبين) والبعض الآخر من المحافظات الشمالية.

وبخصوص آلية إدارة عمل الترصد الوبائي أثناء حدوث الوباء، قال د. مجدي: "إن فرق الترصد تجري تدخلاتها من خلال النزول إلى المرضى المصابين وتوعية مرافقيهم بقدر المستطاع حتى لا يُصابوا بالعدوى، وكذا التثقيف الصحي مازال يقوم بدوره، لكن تظل هذه الجهود غير كافية مع نشاط المصادر المختلفة للوباء، لأن من الملاحَظ أن مناهل الصرف الصحي مازالت تطفح في كثير من شوارع وأحياء عدن والناس يدوسون عليها ومن ثم يدخلون إلى منازلهم أو المطاعم أو مقار أعمالهم فتنتقل البكتيريا المعدية إليهم بكل سهولة، إضافة إلى طفحها أمام المنازل وأمام بعض المستشفيات كذلك فينتقل البعوض الناقل للفيروس إلى من هم محيطون بمستنقعات مياه المجاري، بالإضافة إلى الأوساخ المنتشرة في الأسواق كأسواق الأسماك والخضار والدواجن والملاحم وهذه قد تشكل بؤر تنشط فيها وسائل العدوى لهذا الوباء إن لم يلتزم القائمون عليها بمعايير النظافة والسلامة".

وحذَّر الداعري من تناول الطعام المكشوف الغير معروف مصدره لدى الباعة المتجولين في الشوارع وسط كثافة الذباب على المأكولات التي يبيعونها وكذا الأواني التي يضعون الطعام فيها بسبب غسلها بنفس الماء الذي تم استخدامه لغسل أواني سابقة، وهذه الأسباب مازالت نشطة وموجودة في عدن وتسبب تهييجًا وانتشارًا للوباء.

وتحدث الداعري عن المنظمات الدولية التي لم يكن أدائها بالشكل المطلوب، بدليل أن عدن لا يوجد فيها سوى مركزين للعزل فقط وهما مستشفى الصداقة بالشيخ عثمان، والمجمع الصحي بالمعلا، علمًا بأن الأخير لا توجد فيه كل التجهيزات، ولا يحتوي بداخله إلا 7 أسرّة فقط.

ومضى الداعري قائلًا: "نحن في وضع حرج ونحتاج إلى أن يكون لدينا أكثر من مركز علاجي، كما نحتاج أيضًا للطواقم الطبية والتي يجب أن تكون متوفرة، وكذا المستلزمات الطبية والأدوية لتكفي كل المرضى سواء الساكنين في عدن أو المصابين بالمرض القادمين إليها من المحافظات الأخرى".

ولفت مدير إدارة الترصد إلى أن من ضمن التحديات التي تواجه الوضع الطبي في عدن عدم توفير الفحص السريع للكوليرا نهائيًا بالرغم من أن عدن هي في المرتبة الأولى من بين المحافظات المحررة بتسجيل حالات الإصابة بالوباء، وقد تم الرفع بهذا الأمر إلى وزارة الصحة وكذلك لمنظمة الصحة العالمية ولم يتم رفد مكتب وزارة الصحة في عدن بالطلبيات العاجلة، ونحن ننتظر وصول الفحوصات التي تم طلبها، وكل الوعود التي تقطع لا توفر الحاجيات في وقتها المناسب.

يذكر أن محافظة عدن سجلت خلال الفترة الماضية نحو أربعة آلاف إصابة بالكوليرا، ألف حالة منها في مديرية الشيخ عثمان وحدها، و 500 من الوافدين، و جميع مديريات محافظة عدن تم رصد حالات مصابة فيها، فيما بلغ عدد الوفيات 24 حالة حتى الآن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى