هل ينهي أكبر مشروع إستراتيجي في قطاع الكهرباء بعدن منذ 1987م معاناة الصيف؟

> عبدالقادر باراس:

>
  • بن مبارك يؤكد الالتزام بحل أزمة الكهرباء بعد تشغيل الطاقة الشمسية
  • مشروع محطة الطاقة ضم أكثر من ألفي عامل وفني ومهندس وخبير
  • بأكثر من 1,300,000 ساعة عمل دون تسجيل إصابات
> شهد رئيس مجلس الوزراء د. أحمد عوض بن مبارك، أمس الاثنين، في منطقة بئر أحمد التابعة لمديرية البريقة شمال العاصمة عدن، إطلاق إشارة بدء أعمال تشغيل محطة الطاقة الشمسية بقدرة 120 ميجاوات وتعتزم الإمارات رفعها خلال السنوات القادمة إلى 600 ميجا وات. المشروع الذي أقيم على مساحة مليون و600 ألف متر مربع، مقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف دعم القدرة التوليدية للكهرباء في اليمن وتعزيز البنية التحتية للطاقة.

تعتبر محطة الطاقة الشمسية التي أشرفت على تنفيذها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، أكبر مشروع استراتيجي في البلاد لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية والمتجددة. ويأتي هذا المشروع كاستجابة لمشاكل الكهرباء المستمرة التي تعاني منها العاصمة عدن والمحافظات المحررة، خاصة مع زيادة الطلب على الكهرباء وصعوبة توفير الإمدادات الكافية.

تضمن حفل إطلاق إشارة بدء التشغيل حضور عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك وزير الدولة ومحافظ عدن أحمد حامد لملس، ووزير الكهرباء والطاقة مانع بن يمين، إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين الآخرين. وقد ألقى رئيس الوزراء كلمة خلال الحفل أشاد فيها بالدعم المستمر من دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة باليمن.

إضافة إلى ذلك، أكد المسؤولون الحاضرون على أهمية هذا المشروع في تحسين مستوى خدمات الكهرباء المقدمة للمواطنين، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والحد من التلوث البيئي. وأوضحوا أن محطة الطاقة الشمسية ستساهم في توفير فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة.

وقد أُجريت الفحوصات النهائية التي سبقت مرحلة التشغيل لضمان جاهزية المحطة واستيفائها لجميع المعايير الفنية والتقنية. ويُتوقع أن يسهم المشروع بشكل كبير في تحسين استقرار إمدادات الكهرباء وتخفيف الانقطاعات التي كانت تعاني منها المناطق المتضررة، مما ينعكس إيجابًا على الحياة اليومية للمواطنين وعلى الأنشطة الاقتصادية المختلفة.

في بداية حفل التدشين، تحدث د. أحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة، قائلًا: "سعيد جدًا أن أكون حاضرًا معكم في تدشين العمل في مشروع محطة الطاقة الشمسية بالعاصمة عدن، المقدمة من أشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال شركة مصدر. هذا المشروع يعد أحد أهم المشاريع الاستراتيجية للطاقة الشمسية في اليمن، ويشكل التزامًا مهمًا وكبيرًا بحماية البيئة، ويعكس مخرجات مؤتمرات حماية البيئة الأخيرة، وخاصة المنعقدة في دبي، مما يدل على التزام حثيث وواضح من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك تأكيد وتعزيز ثقافة الطاقة المتجددة في اليمن".

د. أحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة
د. أحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة

وعبّر  بن مبارك، عن الفخر بالكوادر الوطنية التي ساهمت في إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الهام، والخبرة التي اكتسبوها من خلال العمل إلى جانب مستشارين عالميين، والتي ستكون ركن أساسي لإنجاز مشاريع مماثلة.

وشدد رئيس الوزراء على عزم الحكومة إيجاد استراتيجية واضحة لحل مشكلة الكهرباء تغادر الحلول الترقيعية الى الحلول الجذرية ومعالجة أسباب المشكلة، وحوكمة قطاع الكهرباء تلتزم بالشفافية والمساءلة في كافة عمليات الإنتاج والتوليد والتوزيع والتحصيل، مؤكدًا إرادة الحكومة على تخفيف كافة الأعباء التي يتحملها المواطن وتدشين هذه المحطة هي البداية نحو القادم الأفضل.

وأضاف: "كنا في المخا واليوم في عدن العاصمة، هذه المدينة التي تستحق الكثير من المشاريع الاستراتيجية المماثلة. هذا المشروع بطاقته التصميمية سيوفر طاقة تصل إلى 120 ميجاوات، بحسب ما شهدناه في البرنامج من عرض توضيحي. والأهم في هذا المشروع هو قصة نجاحه التي شاهدتها واستمتعت بها خلال زيارتي السابقة، حيث كانت هناك إرادة كبيرة وجهود وطنية خلف تحقيق هذا المشروع. نحتفل اليوم في عدن، وبإذن الله غدًا في شبوة وحضرموت والمهرة وغيرها من محافظات الجمهورية".

وتوجه د. بن مبارك بالشكر إلى الأشقاء الإماراتيين على ما قدموه، كما شكر جهود وزارة الكهرباء لإبراز هذا المشروع، معربًا عن سعادته بأن هذا المشروع يعد فخرًا "ونحن نفتتحه بمشاركة كوادرنا الوطنية الذين ساهموا في إنجازه إلى جانب مستشارين دوليين اكتسبوا منهم الخبرة. أقدم جزيل الشكر للشركة المنفذة والشركة الاستشارية، وللخبرات اليمنية التي ستكون بمثابة دعامة لمشاريع أخرى. لولا الدعم السياسي الكبير من مجلس القيادة الرئاسية، ممثل بفخامة رئيس المجلس الرئاسي د. رشاد العليمي، وإخوانه من أعضاء المجلس، وخاصة اللواء عيدروس الزبيدي والقائد أبو زرعة المحرمي، لما تحقق هذا المشروع".

أبو زرعة المحرمي خلال تفقده المشروع
أبو زرعة المحرمي خلال تفقده المشروع

أعرب د. بن مبارك عن تفاؤله بأن هذا المشروع يعتبر نموذجًا لشراكات قادمة تهدف لتحويل الكهرباء من عبء إلى خدمة للمواطنين، وكذلك إلى فرصة استثمارية للعمل بشكل حثيث لخلق وتنويع الشراكات في إدخال القطاع الخاص في مشاريع الكهرباء، كما دعا إلى جعل هذا القطاع جاذباً للاستثمارات المحلية والإقليمية والدولية، والعمل على تطوير شبكات ووحدات التوليد والتوزيع، مما سيسهم في تحقيق انفراج حقيقي في أزمة الكهرباء المستمرة. وأكد أن عدن تستحق مزيدًا من الخدمات والطاقة لتلبية احتياجات المواطنين والتنمية.

وشدد رئيس الوزراء في ختام كلمته على أنه لا يمكن النهوض بقطاع الكهرباء وبقية الخدمات دون وجود رؤية استراتيجية واضحة، قائلاً: "لابد من مغادرة الحلول الترقيعية والمسكنات، ولا يمكن تحقيق ذلك دون معالجة أسباب المشكلة ووضع رؤية حقيقية وحوكمة رشيدة تلتزم بالشفافية والمساءلة في كافة عمليات توزيع وإنتاج وتوليد الكهرباء. نحن في الحكومة عازمون على تخفيف الأعباء عن المواطنين، وما نشهده اليوم هو بداية لمرحلة ستستمر، والقادم أفضل".


وتحدث وزير الكهرباء والطاقة، المهندس مانع بن يمين، في حفل التدشين قائلًا: "أرحب بالأخوة الحضور، وعلى رأسهم رئيس الوزراء والمتعاونين في إنجاز هذا المشروع الذي يعد هاماً وحيوياً ونوعياً. أود أن أشكر حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، وبخاصة الشيخ محمد بن زايد والشيخ منصور بن زايد، على دعمهم الخاص لهذا المشروع كهدية لأبناء الوطن بشكل عام وعدن بشكل خاص. يمثل هذا المشروع نقلة نوعية لقطاع الكهرباء وغيره من المشاريع الخدمية. كما أود أن أشكر مجلس القيادة الرئاسي، برئاسة اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي، على اهتمامهم ومتابعتهم لهذا المشروع منذ المراحل الأولى من التخطيط وحتى التنفيذ والتشغيل، كما أود أن أشكر القائد أبو زرعة المحرمي على دعمه وتسخيره للإمكانيات لضمان نجاح هذا المشروع. أيضًا، أشكر رئيس الوزراء د. عوض أحمد بن مبارك وجميع الحاضرين معنا في هذا الافتتاح".

وزير الكهرباء
وزير الكهرباء

وعن أهمية المشروع ومراحله القادمة، قال بن يمين، بأنه "يشكل لنا علامة فارقة في قطاع الكهرباء وفي المشاريع الخدمية للبلد بشكل عام، وبالتالي حرصنا جميعًا أن ينجح هذا المشروع، وتجاوزنا جميع الصعاب التي مرينا بها، حيث كنا لم نتحدث على بعض المعوقات التي مرينا بها وذلك خوفا من تأثيرها على المشروع. والوزارة تخطط كيف تضمن استدامته، ونحن قد تواصلنا مباشرة مع الشركة المشرفة على المشروع شركة مصدر، وطلبنا منهم بأن يكونوا المشرفين على ضمانة استدامة هذا المشروع كونه يعتبر تحديًا لنا والتي سنواجهها في قادم الأيام.

وأضاف: "المشروع تم تأسيسه لكي ينتج من الطاقة تقدر بـ 600 ميجا وات؟، وليس فقط 120 ميجا وات، هذه المرحلة الأولى، ونحن كوزارة الكهرباء وفي المؤسسة العامة للكهرباء قد وضعنا أسس واضحة لضمان استدامة هذا المشروع وحظيت بمباركة من الشركة الرائدة في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة. حيث فاتنا الكثير من الأمور والترتيبات فيما يخص قطاع الكهرباء بسبب الأزمات التي مرتها البلاد، لكننا استطعنا تجاوزها ومضينا قدما من خلال هذا المشروع الرائد والذي يعتبر الأول من نوعه في اليمن، وبالنسبة لنا في وزارة الكهرباء طبعا سقف طموحاتنا يعانق السماء في سبيل تطوير هذا القطاع. والكهرباء في عدن وفي باقي المحافظات نعتبرها إنقاذا للحياة وليست للرفاهية، فالمشروع هذا يعتبر باكورة المشاريع في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة في البلاد، ويحق لنا أن نفخر به لانتقالنا إلى عالم الطاقة المتجددة والنظيفة، وهذه خطوة جبارة في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد".

وتابع: "وبالتالي هذا ما نسعى إليه ونرتكز عليها في قادم الأيام. كما أحب أن أبشر الجميع بأن الأشقاء متفائلين معنا في خطتنا لتنمية الكهرباء، وقد بدأنا في عدن وإن شاء الله المرحلة الثانية ستكون في شبوة ويجري العمل في تنفيذها وتليها حضرموت ومن ثم المهرة وأبين ولحج والضالع وجميع المحافظات المحررة بإذن الله. نقطة جدا مهمة أريد ان أشير إليها كما تعلمون أن قطاع الكهرباء من القطاعات المهمة في جميع أنحاء العالم، ومقارنة بالعالم مشكلتنا الأساسية في اليمن في مجال الكهرباء ليس في نقص الكفاءات والعمالة ولا حتى في نقص الموارد، لكن مشكلتنا تكمن في كيفية إدارة هذه الموارد، والأزمات اترت على إدارتها، لكن الآن بدأت تتضح العديد من الأمور، وبدأنا وضع مسارات واضحة لتطوير هذا القطاع المهم ومباركة المسؤولين والحقيقة الجميع يسعى معنا".


ولفت الوزير في ختام، كلمته إلى النقد التي يتعرض لها العاملون والموظفون في قطاع الكهرباء أشد أنواع الإشكالات ووصفهم بأنهم "الأكثر عملا ونشاطا ويعملون ليل ونهار لأجل مصلحة البلاد والعباد".

هذا وقد صرح وزير الدولة محافظ عدن أحمد حامد لملس، مع بدء حفل التدشين لوسائل الإعلام قائلًا: "نبدأ بدء تدشين محطة الطاقة بـ 120ميجا وات، والتي جاءت بدعم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، هذا حلم طويل في رفع جزء كبير من معاناة أهلنا وشعبنا في عدن، شكرا لمن دعم هذا المشروع، باعتبارها مشاريع استراتيجية وليست مرحلية ونحن نحتاجها، وطامعين بالمزيد كون حرارة الشمس كبيرة، ونأمل توسعها بكون الكلفة التي ورثناها بمنظومة الكهرباء المهلكة التي تعمل بالوقود كونها مكلفة ارهقت خزينة الدولة ناهيك ملوثة للبيئة، ولدينا طموح لمشاريع استراتيجية أكبر".

وكرر وزير الدولة محافظ عدن شكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة "ما قدموه الأخوة الأشقاء في الإمارات ليس بغريب عليهم وهذا موروث من الشيخ زائد رحمه الله، وللذين بذلوا جهودا وساهموا على إنجاح هذا المشروع، وحقيقة المشروع استراتيجي من المشاريع التي افتقد البلد لفترة طويلة، وسيسهم في تخفيف معاناة أهالينا في عدن كونهم يعيشون في أجوائها الحارة الساحلية شديدة الرطوبة".


في خطوة تعتبر تحولًا نوعيًا في قطاع الطاقة في اليمن، تم افتتاح مشروع الطاقة الشمسية الضخم في عدن، الذي يعد الأول من نوعه في البلاد. يهدف هذا المشروع الذي نفذته وزارة الكهرباء والطاقة بالتعاون مع شركة مصدر، إلى توليد طاقة نظيفة ومستدامة بقدرة تصل إلى 600 ميجاوات.

المشروع في أرقام:

العمالة والفنيين:
يشتمل المشروع على أكثر من 2,000 عامل وفني ومهندس وخبير، الذين قاموا بأكثر من 1,300,000 ساعة عمل دون تسجيل أي إصابات، ما يعكس الالتزام بأعلى معايير السلامة والصحة المهنية.

أعمال المسح والحفر لموقع المحطة:

تم تخصيص مساحة إجمالية تبلغ 1,600,000 متر مربع لإقامة المحطة الشمسية.

تركيب القواعد الفولاذية:
تم تثبيت 43,776 قاعدة فولاذية، بما يشمل أكثر من 11000 متر مكعب من الأعمال الخرسانية.

تركيب الألواح الشمسية:
تم تثبيت أكثر من 211,584 لوح شمسي بوزن إجمالي يبلغ 5,600 طن من الهيكل الفولاذي.

تركيب الكابلات الكهربائية:
تم تمديد كابلات كهربائية بطول إجمالي يبلغ 900,000 متر لتوصيل الطاقة.

تركيب محطات الجهد المتوسط والمحولات:
شمل المشروع تركيب 12 محطة للجهد المتوسط (8,75 ميجا فولت أمبير) و 2 محول بجهد 33 / 132 كيلو فولت.

تركيب أبراج نقل الطاقة:
تم تركيب 26 برج نقل طاقة ذات جهد عالي (132 كيلو فولت) على مسافة 9 كيلومترات.

أعمال مسح وتجهيز الطرقات الداخلية:

تم تهيئة 48,000 متر مربع من الطرقات الداخلية لضمان سهولة الوصول والصيانة.

تركيب المحولات الشمسية:
تم تركيب 360 محول شمسي لضمان أقصى استفادة من الطاقة الشمسية المتولدة.

يعد هذا المشروع بمثابة قفزة نوعية في قطاع الكهرباء والطاقة في اليمن، حيث من المتوقع أن يسهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة وتوفير كهرباء نظيفة ومستدامة للمواطنين. يعكس هذا المشروع الجهود المبذولة لتحسين البنية التحتية ودعم التنمية المستدامة في البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى