"الأيام" تسلط الضوء على كارثة "التلوث الزيتي" في شواطئ عدن

> محمد رائد محمد:

>
  • هناك سفن ألقت بكتل من الزيت الخام على بعد 30 ميلًا بحري أدى لتلوث شواطئ رأس عمران
  • الحربت والداحة.. نوعان من الأسماك تعرضتا للتلوث بفعل البقع الزيتية
  • مخاوف من وصول البقع الزيتية الملوثة لشواطئ التواهي
> تشكل التلوثات النفطية إحدى أكبر التحديات البيئية التي تواجه البحار والمحيطات حول العالم، ولا سيما في المناطق الساحلية حيث تعتمد المجتمعات المحلية بشكل كبير على الموارد البحرية.

ويعد التلوث النفطي من أخطر أنواع التلوثات البحرية نظرًا لتأثيراته السلبية الكبيرة على الحياة البحرية وصحة الإنسان والاقتصاد المحلي. في هذا السياق، تبرز أهمية حماية البيئة البحرية والحفاظ على التنوع البيولوجي لضمان استدامة هذه الموارد للأجيال القادمة.

في مدينة عدن الساحلية، أصبحت البقع النفطية تهديدًا حقيقيًا للحياة البحرية وللصيادين الذين يعتمدون على البحر كمصدر رزق رئيسي. تتسبب هذه التلوثات في خسائر بيئية واقتصادية جسيمة، حيث تؤثر على صحة الأحياء البحرية وتقلل من كميات الأسماك المتاحة للصيد، مما ينعكس سلبًا على دخل الصيادين ومعيشتهم.


في هذا التقرير، نسلط الضوء على ظاهرة التلوث النفطي في مديرية البريقة، ونستعرض تصريحات وملاحظات رئيس اللجان المجتمعية في المنطقة، فؤاد أحمد عوض، الذي أكد أن البقع النفطية ناتجة عن السفن التي تتخلص من مخلفاتها في عرض البحر بشكل غير قانوني. كما نتناول تأثيرات هذه التلوثات على البيئة البحرية، والخطوات التي يجب اتخاذها لمواجهتها وحماية البيئة البحرية في عدن من المزيد من التدهور.

أكد رئيس اللجان المجتمعية في مديرية البريقة، فؤاد أحمد عوض، في تصريح خاص لصحيفة "الأيام"، أن البقع النفطية التي تلوث البحر ناتجة عن السفن التي تتخلص من مخلفاتها في عرض البحر.

فؤاد أحمد
فؤاد أحمد
وأوضح عوض أنه "عندما كان الصيادون يقومون بالاصطياد في منطقة عمران بمديرية البريقة، واجهوا كتلة من الزيت الخام على بُـعد ثلاثين ميل بحري من اليابسة، حيث تفاجأ الصيادون في منطقة رأس عمران بانتشار تلك الكتلة وقاموا بإبلاغ الجهات المختصة".

وأشار فؤاد أحمد عوض إلى أن هذا التلوث قد يتم قذفه بواسطة المد البحري باتجاه التواهي في العاصمة عدن، أو قد يسحبه المد والجزر إلى سواحل محافظة أبين بسبب موسم الشمال الذي يسميه الصيادون بـ "المد الهندي".

وأضاف عوض أن هذه الكتلة الملوثة إذا لم يتم معالجتها بمادة مطهرة ذات لون أبيض التي تمتلكها السلطات المختصة، فإن البقع ستؤدي إلى تعريض الأحياء البحرية للخطر، وخاصة الأسماك.

وحول مصدر تلك الكتلة الزيتية، أشار رئيس لجان مديرية البريقة إلى أن السفن العملاقة تحتوي على خزان يسمى "مجمع الزيوت"، يتم تجميع النفايات فيه. وعندما ترسو السفينة في أي ميناء بحري، تقوم بإشعار وكيلها بأن لديها مخلفات ترغب في تصريفها صحياً ويتم لها ذلك. وأضاف أن بعض السفن التي تبحر في مياه العاصمة عدن لا تلتزم بتلك البروتوكولات الدولية، فتتخلص من نفاياتها في وسط البحر، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على الأحياء البحرية والسواحل، بالإضافة إلى الأضرار المباشرة التي تلحق بالصّيادين نتيجة هذه المخالفات البيئية.

ولفت فؤاد أحمد إلى أن هناك نوع من الأسماك تعرض للتلوث البحري، وهي من أفضل أنواع سمك "اللخم" المعروف محليًا بـ "الداحة"، ويصل سعر الحوت الواحد منها إلى أربعين ألف ريال، بالإضافة إلى سمك "الحربت" الذي تضرر أيضًا من تلك الكتل الزيتية الناتجة عن السفن.


في ختام حديثه، ناشد رئيس اللجان المجتمعية في مديرية البريقة السلطات المعنية، والمتمثلة بالهيئة العامة للشؤون البحرية التابعة لوزارة النقل، والهيئة العامة لحماية البيئة التابعة لوزارة المياه والبيئة، ومصلحة خفر السواحل في العاصمة عدن التابعة لوزارة الداخلية، بضبط السفن الموجودة في المياه الإقليمية للعاصمة عدن أو التي ترسو بالقرب من الموانئ، وإلزام تلك السفن بالحفاظ على البيئة. وأكد على أهمية دور الصيادين واللجان المجتمعية في مواجهة التلوث، وكشفه، والإبلاغ عنه بشكل عاجل قبل انتشاره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى