قبل أيام من تنفيذ الإعدام.. رسائل متبادلة بين قاتل حنين البكري وولي دمها

> > عدن «الأيام» خاص:

>
هرهرة: قتلت حنين بالخطأ ولا أعرف أباها إلا ذلك اليوم وأطلب منه العفو
لبكري: من لم يسامحني بـ"دحشة" سيارة فلن أسامحه بدم فلذة كبدي
 
> بعث المدان بقتل الطفلة حنين البكري المحكوم عليه بالإعدام، حسين محمد حسين هرهرة تسجيلًا صوتيًا إلى ولي دم المجني عليها وإلى الرأي العام يطلب من ولي الدم العفو ويوضح للعامة حقيقة الحادثة وبعضًا من تفاصيلها.

الرسالة بعثها هرهرة من سجن المنصورة المركزي وقبل نحو ستة أيام على موعد تنفيذ حكم الإعدام الذي أقرت النيابة العامة أن يكون يوم الخميس القادم.

واستهل هرهرة التسجل بالقول "اللهم أنت وحدك الشاهد والعالم بما تخفي الصدور وأنت يا الله سبحانك بيدك المحيا والممات وكل رقبة على هذا الكون أجلها بيدك والعمر لك وإليك من قبل ومن بعد وتعلم مولاي أنني مؤمن بأن أجلي وقدري مكتوب بالساعة والدقيقة وإنا لله وإنا إليه راجعون وأقسم باسمك العظيم أني لم أكن أعرف أن في السيارة الطفلة البريئة حنين إبراهيم البكري وقتها. أسال الله أن يرحم الحورية حنين وأن يجعلها شفيعة لأهلها وسترًا وحجابًا لهم من النار وأنني لم أكن أعلم إلا بعد الحادثة أنها في السيارة وقد كنت صائمًا في هذا اليوم الفضيل يوم عرفة على قرب ساعة من الإفطار. كما تملكني الغضب بسبب الشجار مع والدها ودفعني الشيطان إلى حمل السلاح وضرب السيارة وأقسم باسمك الكريم أن مقصدي لم يكن إلا إلحاق الضرر بالسيارة فقط ولم ألاحظ وجود الطفلتين فيها".

وأضاف "أقسم بالله أنني لم أعرف الأخ إبراهيم البكري إلا من هذا الحادث وليس بيني وبينه أي مشاكل مسبقة.. اللهم أن قدر الله جمعنا بساعة غضب ونزغ الشيطان بيننا ووقع ما وقع وصار الأمر الجلل والمصاب الذي فطر قلبي قبل قلب أبيها وقلب كل من شاهد وسمع هذه بالحادثة الأليمة والمحزنة وأني أول ما عرفت بإصابة الطفلة في السيارة بادرت بتسليم سلاحي ونفسي إلى الأمن كما أني أأسف لمن أساءوا إلي في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها وأظهروني مجرمًا وسفاحًا ومطلوبًا خطيرًا مع أن ما حصل قد ربما يحصل لأحد منهم في مثل وضعي هذا وكان الأولى أن يحمدوا الله مما وقع فيه وابتلاني الله بساعة غضب وذهاب عقل كتبه الله عليَّ بسابق علمه ومحكم قدره وحصلت مني ولا أعلم أن ضحيتها طفلة بريئة كانت ضحية مشاجرة عارضة بيني وبين أبيها نتج عنها هذا الحادث الأليم المحزن الذي أسأل الله العلي القدير أن يطهرني ويعفو عني وأعلم أن مصابي ومصاب "أبو الطفلة وأمها وأهلها" وكل الناس عظيم وجلل لأني أب ولدي بنات وأعرف مشاعر الأبوة وأعرف حرقة الوالد على بناته وأطلب السماح من أبيها الأخ إبراهيم البكري ومن أهلها جميعًا على هذا الألم والحزن الذي كنت السبب فيه بغير قصد وتعمد وكذلك أطلب السماح من أهلي ومن كل من يعرفني وهذا التسجيل الصوتي مني حتى يعرف كل من تهجم عليَّ أو قال عني شيئًا وهو لا يعرفني شخصيًا وقال بي ما قال من الكلام الذي لم ينزل به الله من سلطان".

واختتم "هذا التسجيل مني للأخ إبراهيم البكري والرأي العام ليس الغرض منه إلا بيان حقيقة ما حدث.. ويعلم الله ليس استعطافًا لكرم الأخ إبراهيم البكري بالعفو والصفح مني وإن كان تنفيذ حكم المحكمة يهدي نفسه ويطمئن قلبه فله الحق في ذلك كما لي الحق لتبيين حقيقة قصدي وأمري وإن تكرم علي بالعفو والصفح لله وابتغاء مرضاته فقد أحيا نفسًا ومن أحيا نفسًا فكأنما أحيا الناس جميعًا وأعلم أن قدري مكتوب بيد الله ومسلم به بما كتب علي وقدر لي والحمد لله على كل حال وأعوذ بالله من أهل النار وهو حسبي ونعم الوكيل إذا قضى أمرًا إنما يقول له كن فيكون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أخوكم حسين محمد حسين بن هرهرة سجن المنصورة المركزي".

وفي منشور يبدو أنه رد على رسالة الجاني قال ولي دم المجني عليها، إبراهيم البكري، إن القضية ليست قبلية ولا خلافًا شخصيًّا بل قضية أب فقد ابنته بطريقة وحشية يطالب اليوم بتنفيذ القصاص الشرعي.

وأضاف البكري في منشور على صفحته بموقع فيسبوك "أنا إبراهيم البكري، والد حنين البريئة التي قُتلت على يد حسين هرهرة. أكتب إليكم اليوم لأوضح تفاصيل قضيتنا وآلامنا المستمرة منذ تلك الليلة المشؤومة. في ليلة العيد التي يفترض أن تكون ليلة مليئة بالفرح والسرور، تحولت إلى كابوس بالنسبة لي. فقدت ابنتي حنين في تلك الليلة، فلذة كبدي وقرة عيني. منذ ذلك الحين، لم أهنأ بلحظة سلام أو سعادة. كل يوم يمر يثقل قلبي بالحزن والأسى".

وأضاف "عندما وقعت الحادثة، لم ألجأ للانتقام الشخصي أو العنف، بل قررت أن أسلم ملف قضيتي للقضاء. أنا رجل أحترم القانون وأؤمن بعدالته، فاخترت أن أسلك الطريق الرسمي لتحقيق العدالة. قضيت عامًا كاملًا في المحاكمات والمرافعات، وأخيرًا صدر حكم القضاء بالقصاص... أود أن أوضح نقطة مهمة: هذه القضية ليست قبلية كما يصورها البعض. ليس بيني وبين آل هرهرة أي عداوة أو خلافات سابقة. بل على العكس، نحن نكن لهم كل الاحترام والتقدير. إن القضية ببساطة هي قضية أب فقد ابنته بطريقة وحشية، ويطالب بحقها الشرعي".

وتابع "ملف قضيتي موجود في المحكمة، وأنا التزمت بالقانون في كل خطوة اتخذتها. لم أظلم أحدًا، بل أنا المظلوم. بقتل ابنتي، وأنا فقط أطالب بحقي المشروع في القصاص. هذا حقي كأب وأحد حقوقي كمواطن في هذا البلد.. للأسف، هناك من يحاول تأجيج الموقف وتصويره على أنه نزاع قبلي. هذا بعيد كل البُعد عن الحقيقة. لقد أوضحت مرارًا وتكرارًا أنني لا أطالب سوى بحقي الشخصي في القصاص".

واختتم ولي دم الطفلة حنين البكري قائلًا رده: "أحترم كل من دعاني للعفو وأقدر تلك الدعوات الإنسانية. ولكن، لا يمكنني أن أغفر لمقتل ابنتي دون أن ينال الجاني جزاءه. هذا ليس انتقامًا، بل تحقيقًا للعدالة. دماء ابنتي ليست رخيصة، ومن قتلها يجب أن ينال عقابه... في الختام، أود أن أشكر كل من وقف بجانبي وساندني في هذه المحنة. أرجو أن تتفهموا موقفي وألمي، القضية بالنسبة لي انتهت بصدور حكم القضاء، وأتمنى أن يسود العدل والسلام في مجتمعنا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى