إثيوبيا قلقة من التحركات المصرية في الصومال: لن نقف مكتوفي الأيدي

> أديس أبابا "الأيام":

> ​انتقدت إثيوبيا الخطوة المصرية بإرسال معدات عسكرية إلى الصومال، ومن اعتزامها إرسال قوات إلى هناك، محذرة من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التهديدات المحتملة.

وتخلت مصر عن حذرها السابق بشأن التدخل بشكل مباشر في النزاعات الخارجية، حيث وقعت في وقت سابق من الشهر الجاري برتوكولا للتعاون العسكري مع مقديشو خلال زيارة قام بها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد إلى القاهرة.

ووصلت طائرتان عسكريتان مصريتان إلى مطار مقديشو الثلاثاء، محملتين بأسلحة وذخيرة، وأظهر مقطع فيديو وجود الطائرتين على مدرج المطار.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصومالي عرض الرئيس عبدالفتاح السيسي مشاركة بلاده في بعثة حفظ سلام بالصومال، وهو ما أكده الاتحاد الأفريقي عندما أشار إلى عرض مصر المساهمة بقوات في مهمة حفظ سلام جديدة العام المقبل في الصومال.

واعتبر بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية أن المهمة الجديدة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات في القرن الأفريقي.

ومن المفترض أن تتولى هذه المهمة الجديدة واسمها “بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال” (أوسوم)، مهام بعثة أخرى هي أتميس (المهمة الانتقالية الأفريقية في الصومال) وذلك اعتبارا من يناير 2025.

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيانها إن “المنطقة تدخل المجهول”. وأضافت “لا يمكن لإثيوبيا أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتخذ أطراف فاعلة أخرى خطوات لزعزعة استقرار المنطقة”.

وأكّدت الوزارة أنّها تتابع تطورات الوضع عن كثب. والعلاقات بين القاهرة وأديس أبابا متوترة منذ سنوات، ولاسيما بسبب سد النهضة الضخم الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل والذي تقول مصر إنّه يهدّد أمنها المائي.

ومصر التي تعتمد على نهر النيل في 97 في المئة من احتياجاتها المائية، تقول إنّ السد الذي شرعت إثيوبيا ببنائه في العام 2011 يمثّل تهديدا “وجوديا” لها.

ويرى مراقبون أن قرار مصر النزول بثقلها في دعم الصومال، يأتي من باب مناكفة أديس أبابا، ولئن يستبعد المراقبون أن تحصل مواجهة مباشرة بين البلدين، لكنهم يعتقدون أن إمكانية حدوث صراع بالوكالة على أرض الصومال تبقى واردة.

وتوترت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا بعد الاتفاق البحري الذي أبرمته إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال (بونتلاند) في الأول من يناير، والذي ينص على تأجير إثيوبيا لمدة 50 عاما 20 كيلومترا من ساحل أرض الصومال الواقع على خليج عدن.

وتقول سلطات أرض الصومال إنّ مقابل السماح لإثيوبيا بالوصول إلى البحر، فإن إثيوبيا ستصبح أول دولة تعترف بالمنطقة الانفصالية رسميا، وهو أمر لم تفعله أي دولة منذ أن أعلنت هذه المنطقة الصغيرة استقلالها من جانب واحد في 1991.

ووصف سفير الصومال في مصر علي عبدي شحنة المعدات العسكرية التي أرسلتها مصر إلى الصومال الأربعاء بأنّها كبيرة. وبحسب بيان نشرته وسائل إعلام محلية، فقد قال إنّ مصر ستكون أول دولة تنشر قوات في الصومال بعد انسحاب البعثة الأفريقية الحالية أتميس.

واعتبرها “أولى الخطوات العملية لتنفيذ مخرجات القمة المصرية – الصومالية التي عقدت بالقاهرة (في 14 أغسطس الجاري) بين الرئيسين المصري والصومالي”.

وتجنبت مصر التدخل عسكريا في صراعات عديدة بالمنطقة، اتساقا مع شعار رفعته منذ تولي الرئيس السيسي السلطة، مفاده عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وصراعاتها، وفي أوج اشتعال الأزمة حول سد النهضة تحاشت القاهرة اللجوء إلى هذا الخيار، وفضلت اللجوء إلى عملية التفاوض التي لم تحقق تقدما ملموسا.

وقال رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالجيش المصري سابقا اللواء علاء عزالدين في تصريح لـ”العرب”  إن مصر أرادت أن توصل إلى العالم رسالة تفيد بأنها وإن كانت بعيدة عن الانخراط مباشرة في الصراعات المشتعلة في العديد من دول المنطقة، فإنها تدرك أهمية الحفاظ على مصالحها وتتدخل بالشكل وفي التوقيت المناسبين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى