حسابات إخوانية تستغل اعتذار رئيس الوزراء المصري للسعودية

> ​الرياض "الأيام" وكالات:

> شنت حسابات وصفحات إخوانية على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحريض وتشويه استهدفت التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وقدم فيها اعتذاره للسعودية عن البيروقراطية في بلاده، من أجل تأليب المصريين والتحريض وتجديد التوتر بين البلدين، في الوقت الذي تسجل فيه العلاقات بينهما تقدما كبيرا.

وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي مع عدد من المستثمرين السعوديين في الرياض الاثنين “إن ماجد القصبي، وزير التجارة السعودي، كان يقول إن مصر نقلت البيروقراطية إلى السعودية”. مستطردا أن “البيروقراطية كانت دخيلة على مصر بسبب الاستعمار البريطاني، وانتقلت من مصر إلى المملكة بهذه الطريقة”، وتابع “نعتذر إذا كنا نقلنا البيروقراطية إليكم في وقت من الأوقات”.

وقوبل اعتذار رئيس الوزراء المصري بتصفيق حار من حضور المؤتمر الصحفي، فيما شدد مدبولي على حرص الحكومة على تخطي العقبات البيروقراطية لتحسين مناخ الاستثمار وجذب المستثمرين الأجانب، لكن هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انطلق الهجوم والانتقادات من حسابات معروفة تتبع جماعة الإخوان إضافة إلى منابرهم والإعلاميين العاملين فيها، في حملة تظهر أهدافها جلية وواضحة بالرغبة في إخراج الاعتذار من سياقه والتجييش ضد الحكومة المصرية ومساعيها لاستقطاب الاستثمارات الخليجية.

وفي ذات السياق قالت الإعلامية لميس الحديدي إن البيروقراطية باختصار هي نظام يقوم على تنظيم السلطات الإدارية بشكل هرمي ومع تطور الزمن أصبح رديفا للفساد وتعطيل أحوال الناس. وأضافت أن دولا كثيرة تمكنت من تحديثه بينما بقي عندنا صنما لا يتحرك.

وتابعت الحديدي “فإذا كان رئيس الوزراء يعتذر للمستثمر عما أصابه منه – وهو كثير – فحري به أن يعتذر أيضا للمواطن الذي تنهكه ‎البيروقراطية يوميا”.

في المقابل كان هناك العديد من الناشطين الذين أشادوا بالعلاقات المتقدمة بين البلدين ورمزيتها التاريخية رافضين محاولات بث الفتنة والكراهية بين الشعبين، وتداولت العديد من الحسابات تصريحات وزير التجارة السعودي التي عبر فيها عن عمق العلاقات مع مصر.

من جهته قال الإعلامي مصطفى بكري إن خطوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بضخ خمسة مليارات دولار في مشروعات استثمارية في مصر تثبت مجددا عمق العلاقة المصرية - السعودية، مشيرا إلى أن هذا ليس بجديد على المملكة التي كان لها دورها الذي لا ينسى في دعم الاقتصاد المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو جنبا إلى جنب مع الإمارات والكويت. واختتم مؤكدا أن المصريين لن ينسوا أبدا للأشقاء مواقفهم في ظل الظروف الصعبة والتحديات الجسام التي تواجه مصر.

وسبق أن شهدت مواقع التواصل الاجتماعي توترا بين إعلاميين مصريين وسعوديين وتراشقا بالألفاظ في ظل أزمة اقتصادية حادة تشهدها مصر وانهيار قيمة العملة المحلية إلى مستويات غير مسبوقة، وسط انتقادات حادة للنظام المصري وسياسته في مواجهة الأزمة، وهو ما يحاول الجانبان اليوم تجنبه.

وخرج على إثرها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للتعليق عليها ونفى وجود خلافات مع السعودية، داعيا وسائل الإعلام ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي إلى عدم الانسياق وراء محاولات إثارة الفتن، فيما أكد برلمانيون ورؤساء أحزاب أن تصريحات الرئيس السيسي تؤكد رسميا عدم وجود خلاف مع المملكة، وتجسد العلاقة القوية بين البلدين.

وقال السيسي، خلال افتتاح أحد المشروعات الصناعية، إن “سياسة مصر دائما تتسم بالاعتدال والتوازن والانضباط الشديد تجاه الجميع في الداخل والخارج". وأضاف “أتابع مواقع التواصل الاجتماعي، وأرى أحيانا حماسا زائدا، لا أريد أن أقول تجاوزات”، موضحا أنه لا يشير في حديثه إلى موضوعات داخلية، بل إلى "موضوعات خاصة بعلاقتنا مع أشقائنا”، مؤكدا أنه “أمر يجب الانتباه إليه جيدا لأنه يعكس مدى فهمنا وتقديرنا للعلاقات مع الأشقاء".

وحذر من الانسياق وراء ما وصفه بـ”المواقع المغرضة التي تريد إثارة فتنة بيننا وبين الأشقاء”، ومن تداول “موضوعات دون أساس أو خلفية”، ومن الكلام عن “أمور قد لا يكون لها أساس من الصحة”. ودعا إلى قول “كلام طيب أو الصمت”، وقال إن “هذا الكلام ينطبق أيضا على وسائل إعلامنا التي لا نتدخل فيها”، مضيفا أنه “لا يجب أن نكتب إلا لصالح تحسين ودعم العلاقات وليس العكس”.

وكانت جريدة “الجمهورية” قد نشرت مقالا لرئيس تحريرها عبدالرازق توفيق، اعتبره كثيرون هجوما وإساءة للسعوديين، لكنه لم يذكر أي دولة في ذلك المقال، قبل أن تقوم الجريدة بحذفه، وتنشر مقالا آخر لرئيس التحرير بعنوان “القاهرة والرياض.. القلب النابض للوطن العربي”، مؤكدا على “التقدير والاحترام والاعتزاز والفخر بعلاقة مصر وشقيقتها المملكة العربية السعودية”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى