استعدوا.. لم يعد هناك سبيل لحل سياسي في اليمن

> كتب/ المراقب السياسي

>
  • اقتصاد الحرب سيمنع أي حل سياسي
  • مصالح الساسة تتنافس على كعكة تصغر بتدهور العملة
> سبع سنوات عجاف مرت على هذا البلد ليست بسبب الحرب، وإنما بسبب غالبية السياسيين الذين عبثوا بالمقدرات المحدودة للبلد.

سبع سنوات شهدت مفاوضات عدة قادتها الأمم المتحدة وعدة دول منها الكويت والسعودية والسويد وبريطانيا وأمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي، ولا فائدة ترجى من كل مخرجات المفاوضات، فالأمر الأكيد الآن أن لا نية لدى السياسيين للوصول إلى حل.

بموازاة كل ما سبق نشأ على الأرض اقتصاد حرب قوي يشارك معظم السياسيين في تمدده، ويستفيد نخبة من الساسة على الساحة منه، ولا يمكن أن يوافق أولئك السياسيون على أي حلول تحرمهم من البقرة التي يحلبونها نهاراً جهاراً غير أبهين بحكم القانون أو القضاء.

أصبحت الحكومة في المنفى ولا توجد بارقة أمل على عودتها إلى الداخل، وأصبح جيش الحكومة الرسمي مليشيا تتبع حزباً سياسياً، والسبب في تصنيفها مليشيا لأنها تتبع أيديولوجيا الحزب المهيمن عليها فصيل سياسي واحد، ولا مكان فيها للتنوع بين أبناء الشعب الذي تدعي تمثيله وهي ليست منفصلة عن العمل السياسي كما ينبغي للجيش الوطني أن يكون عليه.

الأخطر أن هذه المليشيا المسماة "الجيش الوطني" أصبحت في صفوفها عناصر متهمة بصلتها بالإرهاب، وهو ما يعرفه العالم أجمع.

إن وصول البلد إلى هذه النقطة الخطرة يعني أن الانفجار الكبير وشيك، فمصالح السياسيين الكبار في الدولة أصبحت تتنافس الآن على كعكة تصغر كل يوم بسبب تدهور العملة الوطنية.

وما يبدو الآن أن هؤلاء السياسيين لن يتورعوا عن دفع البلاد بكاملها إلى فوضى عارمة، لأنهم أصبحوا مقتنعين بأن مثل هذه الفوضى ستعفيهم من الملاحقات القانونية لما ارتكبوه خلال السبع السنوات الماضية، لكن الأمل لا يزال يحذونا بانفراج يقوده أبناء البلد من الداخل، فلم تقم قائمة لأي شعب على المعمورة بدون انتفاضة تخلصهم من شوائب المجتمع وتقضي عليها.

القبول بهذا الوضع والسكوت عنه لن يأتي بغد أفضل، بل سيستمر التدهور إلى أن يبلغ المواطنون الحضيض، ويصبح الجوعى هائمين في الشوارع بعد كسرة خبز تقيهم الموت.

التخاذل الدولي عامل أساسي في استمرار المعاناة باليمن، فلا نعلم لماذا لا تقوم الدول الكبرى باستهداف فاسدي اليمن، وتحذرهم بإجراءات عقابية معلنة مثالاً كما اتخذت الخطوة في عدة دول؟ فعدم إصدار تلك التحذيرات ثبت تمادي الفساد.

لماذا هذا الخوف من شخصيات كارتونية لم يعد لها تمثيل حقيقي على الأرض؟ ولماذا كل هذا الرعب من السياسيين اليمنيين العاجزين حتى عن العودة إلى داخل بلدهم؟

المصالح التي تحاول كل تلك الدول الحفاظ عليها عبر أولئك السياسيين ستكون أولى ضحايا الفوضى القادمة التي ستعيد ضبط ميزان العلاقات بناءً على مصالح الشعب أولاً قبل أي شيء آخر.

على الجنوبيين اليوم ان يطرحوا لانفسهم قيمة تاريخية كما فعلها جحافل الرافضين للوضع الحالي عندما خرجوا الى الشارع في عدن وشبوة وحضرموت وعلى القوى السياسية الجنوبية اليوم وبشكل عاجل الترفع عن التخوين والتشكيك ومد اليد للآخر فلم يعد هناك وقت للمماطله وسيحاسب التاريخ كل متخاذل فالهدف هو الجنوب وليس اي شيء آخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى