أحمد اللحجي معلم متقاعد مازال يُدرس الموسيقى لأطفال الروضة

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

> ​رغم إلغاء مادة التربية الموسيقية في الجنوب بعد الوحدة

ما قبل إعلان الوحدة في العام 90م بين الشمال والجنوب، كانت تُدرس في المدارس  - وخاصة في التعليم الابتدائي - العديد من المواد الفنية مثل الرسم والموسيقي، كانت تُنمى مواهب الطلاب الفنية المختلفة، حيث تجد شغفا كبيرا لدى هؤلاء الطلاب والطالبات في تعلم الموسيقى والرسم، وكان أبرز ممن قاموا بتعليم الموسيقي في تلك الفترة "بابا عدس" - رحمه الله -  الذي يعد أحد الرموز التربوية في مادة الموسيقى، إضافة إلى الأستاذ أحمد سعيد اللحجي، حيث يعد هؤلاء من أهم مدرسي الموسيقى في لحج.

بعد إعلان الوحدة وتغير المناهج حُذفت مادة الموسيقى من المنهج المدرسي، وهكذا انتهت مادة الموسيقي من المدارس بعد الوحدة، التي نقلت كل سلبيات الشمال إلى الجنوب حتى في العملية التعليمية.


رغم إلغاء مادة الموسيقى من المنهاج المدرسي إلا أن الأستاذ أحمد سعيد اللحجي، أو كما يسميه الأطفال "بابا أحمد" يستمر في تعليم الأطفال مادة الموسيقى وتدريبهم حتى يومنا هذا في روضة الشروق - حاليا - روضة الفقيدة أفراح - سابقا -  رغم تقاعده منذ 8 سنوات.
يقول بابا أحمد معلم مادة الموسيقى أن "التربية الموسيقية انتهت من المدارس في العام 90م إلا أنه مازال يُدرس الأطفال هذه المادة، ويتشارك معهم في تقديم الأعمال الفنية بالاحتفالات.

يشير مدرس الموسيقى أحمد اللحجي أنه بدأ في تدريس مادة الموسيقى في العام 80م  بعد تخرجه في العام 79م بعد أن درس في دار المعلمين في العام 77م تحت إشراف الموسيقار يحي محمد مكي، تعين في لحج كمدرس لمادة الموسيقي، وبدأ يعمل في روضة الشروق كمدرس موسيقى للأطفال، ويدرب أيضا في معهد المكفوفين بعدن.

لأكثر من 45 عاما، وهو يدرس مادة الموسيقى رغم إلغائها من المنهج، إلا أنه استمر في تدريس هذه المادة في روضة الأطفال، بمدينة الحوطة حتى بعد تقاعده الذي مر عليه حتى اليوم  8 سنوات، يقول "بابا أحمد" مادة الموسيقي انتهت 90، لكن أنا ما زلت قائما بتدريس المادة، حتى الآن قدمت أكثر من فنان في الساحة لازلت أدرس هذه المادة للأطفال رغم تقاعدي منذ8 سنوات، وأتمنى أن أستمر تدريس الموسيقى حبًا في الأطفال.


يشير مدرس الموسيقى "بابا أحمد" إلى إحساسه بالراحة والنشوة أثنا عمله مع الأطفال، فهو حسب قوله يدربهم على الموسيقى والأغاني، ويستمتع في ذلك رغم كبر سنه وقطع مسافات بعيدة من منزلة في مديرية دار سعد في عدن إلى مدينة الحوطة لحج، للعمل مع الأطفال وتدريبهم على الموسيقى، فالأطفال عندهم حافظية كبيرة.

أظهر الأستاذ أحمد اللحجي خلال الـ  45 عاما في  تدريس مادة الموسيقي الكثير من الفنانين الذين برزوا على الساحة الفنية، ولا يقتصر عمله على تدريب الموسيقى، بل هو ملحن وكاتب أناشيد خاصة بالأطفال.
يقول أحمد اللحجي أنه المدرس الوحيد لمادة "التربية الموسيقية" في مدارس الجنوب و الشمال.

يشير "بابا أحمد" إلى أن الموسيقي شيء جميل، يحس براحة في عمله ودائما ما تجد آلة الموسيقى بقربه حتى في منزله، ويقول  إن "مادة الموسيقي انتهت من المدارس، إلا أنني لازلت أُدرِّس المادة للأطفال، ورغم ذلك لم أحظَ بأي التفاته من السلطة المحلية بالمحافظة أو مكتب التربية والتعليم منذ أكثر من 45 عاما لم يذكرني أحد، ولكن أنا أحب الأطفال، وسوف أستمر مع الأطفال في تدريبهم وتعليمهم الموسيقي.

رزيقة ، مشرفة اجتماعية بروضة الأطفال، تشير إلى أن بابا أحمد مشارك فعَّال، يدرس الأطفال رغم تقاعده، فهو مستمر معنا في الروضة، المعلم الوحيد الذي يعلم مادة التربية الموسيقية، يأتي يومين في الأسبوع من عدن إلى لحج لتدريس الأطفال، عنده قدرة على فهم نفسية الأطفال، حيث أن الأطفال ينجذبون إليه، فهو قريب جدا من الأطفال، مشارك مع الروضة في كل أنشطتها.

الأديب والكاتب شوقي عوض، يشير إلى أن مادة التربية الموسيقية انتهت من مدارسنا، إلا أن مدرس الموسيقى أحمد اللحجي يمارس هذه الهوية رغم تقاعده، فلديه عطاء فني وحس موسيقي، فحبه لهذا المجال و استمراره في العطاء وتجاوزه للعقبات تستوجب تكريمه من قبل الدولة.


وقال: "ألا يحق لنا إعادة مادة التربية الموسيقية في مدارسنا؟ فهي تهذب الذوق والوجدان فيجب الاهتمام والارتقاء بهذه الجوانب من قبل وزارة التربية والتعليم وإعادة مادة التربية الموسيقية.

الشاعر صخر السلامي يقول: "أيام الزمن الجميل كان هناك شغف كبير أثناء حصص الموسيقى، حيث كنا ننتظر هذه الحصة بفارغ الصبر، إضافة إلى مادة الرسم، مشيرًا  إلى أن إلغاء مادة التربية الموسيقية أوجدت أثرًا سيئًا لدينا، في تلك الفترة مدرس الموسيقى الأستاذ أحمد اللحجي ترك أثرا طيبا فينا.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى