"الأيام" تفتح ملفات الفساد.. جرحى القوات الجنوبية ينتظرون الموت في مستشفيات عدن

> عدن "الأيام" خاص:

>
  • 200 مليون ريال حقوق شهرية للجرحى تصرفها الهيئة الطبية للسفريات والمقربين
  • بصمت ورضا.. اللجنة الاقتصادية بالانتقالي شاهد زور على معاناة الجنود
> "جنودنا بلا رواتب وبلا علاج يموتون في المستشفيات وتبقى أسلحتهم الشخصية مرهونة لدى المشافي، جنودنا يموتون ويتركون وراءهم ديونا بملايين الريالات، بينما المقربين وأصحاب الحظوة يتعالجون في الخارج على حساب الانتقالي وعلى حساب القوات المسلحة الجنوبية لأبسط ضربة برد أو نزلة حمى"... بهذه الكلمات المرة ظهر ركن التسليح في اللواء الأول دعم وإسناد وضاح طماح في مقطع فيديو وهو بجانب ثلاثة من الجرحى أُسعفوا في حالات حرجة رفضت الدائرة الصحية اعتمادهم وفتح حسابات لهم.


القائد طماح قال إن مدير الدائرة الصحية التابعة للقوات المسلحة الجنوبية، د. عارف الداعري، رفض التجاوب مع المندوب الطبي للواء ورفض التخاطب مع أي من قيادات اللواء لإسعاف الجرحى ورفض اعتمادهم وفتح حسابات لهم، ما دفعه وزملاءه المسعفين إلى نقل الجرحى من مستشفى الجمهورية إلى الألماني وبدء إجراءات علاج أكثرهم خطورة على حسابه الخاص (الجريح) بعد رهن سلاحه الشخصي لإجراء عملية مستعجلة.

"الأيام" تواصلت مع عدد من الدوائر والإدارات في القوات المسلحة الجنوبية وعدد من القيادات الميدانية وكشفت عن فساد مستشرٍ ومحسوبية وعبث في ملف الجرحى والمسؤولين عنه؛ ما تسبب بمعاناة لا إنسانية يكابدها الجرحى ويقاسي ويلاتها ذوو الشهداء بعد وفاتهم في أزقة المستشفيات أو طردهم ليواجهوا مصيرهم ويموتوا في بيوتهم.


وأكدت المصادر أن مستشفيات بعدن ما زالت حتى اللحظة تلاحق ذوي شهداء لتغطية مديونات العلاج، وأن هناك أسلحة وممتلكات شخصية لشهداء ماتزال مرهونة في المستشفيات مقابل مديونيات علاج، موضحة أن الدائرة الصحية لقوات الدعم والإسناد أو كما باتت تعرف بـ"الهيئة الطبية العليا" بالقوات المسلحة الجنوبية والمعنية بملف الجرحى وعلاجهم ومتابعة كافة الحالات... تخلت عن الشهداء وتنكرت لهم ورفضت تسديد مديوناتهم واسترجاع ممتلكاتهم وأسلحتهم الشخصية، كما هو حال الشهيد الجندي "نبيل محمد محسن دباء" الذي عانى الأمرين من تصرفات ومعاملة الداعري ولا يزال سلاحه الشخصي مرهون في مستشفى النقيب. وهي الآن (الدائرة الطبية) تتنكر لجرحى مازالوا بين الحياة والموت.


مصادر خاصة كشف لـ"الأيام" أن الهيئة الطبية التي يترأسها عارف الداعري تتلقى شهريا مبلغ يتجاوز مائتين مليون ريال من اللجنة الاقتصادية التابعة للمجلس الانتقالي، إضافة إلى امتلاك الهيئة صندوقا تورد إليه الألوية مبالغ مهولة شهرياً، غير أن هذه المبالغ لا تُصرف لعلاج الجرحى ولا تُسخر لصالح الجنود والضباط ولا حتى للقيادات الميدانية، بقدر ما تبقى تحت تصرف رئيس الهيئة الذي يسخرها هو للصرفيات الشخصية وللمقربين والسفريات إلى الخارج، حد قول المصادر.

وبالاستفسار عن حقيقة هذه المبالغ وكيفية توريدها وصرفها وما موقف الانتقالي واللجنة الاقتصادية، رد أحد القيادات في ألوية الدعم الإسناد، قائلاً 'نعم صحيح اللجنة الاقتصادية بالانتقالي تدعم الهيئة الطبية شهريا بأكثر من مائتين مليون ريال لصالح الجرحى، وهذه المبالغ نحن وجنودنا في الميدان من نوردها للجنة الاقتصادية، والجنود والضباط الذين يموتون اليوم في المستشفيات هم الذين يرفدون خزينة اللجنة الاقتصادية وبسندات تحصيل رسمية وموثقة، لكن للأسف تذهب هذه المبالغ في الأخير للهوامير والفاسدين في الهيئة الطبية التي يقف على رأسها الفاسد عارف الداعري".


وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن التعامل المالي بين اللجنة الاقتصادية والهيئة الطبية تعامل عشوائي، وربما شخصي، لا تنظمه أي لوائح أو قوانين، وهذا ما تؤكده مسألة أن لا سلطة للجنة الاقتصادية على الهيئة الطبية لمحاسبتها ومساءلة رئيسها أو التفتيش والرقابة ماليا على عمل الهيئة ومعرفة صرفياتها، أو متابعة معاناة الجرحى ومساءلة القائمين على الهيئة الطبية عن مصير المبالغ المهولة... ياخي الهيئة الطبية والمبالغ كلها بيد أشخاص لا يخافون الله ويتصرفون وكأنهم قادة هذه الأمة ودون حسيب ولا رقيب".

قيادات ميدانية ومندوبون أكدوا أن رئيس الهيئة الطبية، عارف الداعري، يرفض توجيهات، قائد القوات البرية، أبو طاهر، وتوجيهات عليا من قيادات عسكرية تطلب منه ترتيب وضع جرحى ونقلهم إلى المستشفيات وفتح حسابات لهم، "لكنه يمتنع عن تنفيذ تلك الأوامر ويتصرف بعنجهية واستكبار ويرفض في غالبية الأحوال التجاوب مع المندوبين الطبيين، كما يتعمد إهانة ذوي جرحى وشهداء".

وكتب أحد الضباط الجرحى الذين يكابدون بسبب فساد الهيئة الطبية قائلا "كم يحز في النفس أن نكابد وجميع جرحانا في القوات المسلحة الجنوبية كل هذه المعاناة بسبب فساد وإفساد لا بسبب قلة إمكانية.. والله وبالله إنها وصمة عار في جبين الشرف العسكري أن يتحول الأمر إلى متاجرة بدماء الجرحى وبيع وشراء بأنين المصابين من جنودنا البواسل بسبب نزوات طبيب فاسد ولي أمر أكبر من حجمه وعيّن في موقع أكبر مما لديه من ضمير وإنسانية وأمانة مهنية وأخلاق عسكرية".


وأضاف "مصابون قابعون في منازلهم ولم يتحصلوا على مكرمة الداعري بمنحة علاج في أحد مشافي عدن، وجرحى رمي بهم في المشافي فتخلت عنهم هيئة الداعري ليواجهوا مصيرهم أما ببيع اسلحتهم الشخصية أو رهنهم في المستشفيات وممتلكاتهم أو الطرد من المستشفى، بينما شلة الفساد والعبث المقربة من رئيس الهيئة الطبية العليا المدعو عارف الداعري يتحصلون على فرص علاج في الخارج ولأبسط ضربة برد أو أدنى ألم في البطن والضرس ناتج عن التخمة!".

واختتم الجريح بالقول: "هذه رسالة من أحد جرحى القوات المسلحة نرفعها إلى قيادتنا في الألوية العسكرية وإلى القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، نطالب فيها بفتح تحقيق مستعجل في ملف الجرحى وكشف أسباب معاناتهم في المستشفيات وأسباب عدم علاج الآخرين المرميين في بيوتهم، كما نطالب بإحالة المدعو عارف الداعري إلى النيابة ومساءلته ومحاكمته عسكريا عن الفساد المستشري في ملف الجرحى مقابل المبالغ المهولة التي تورد للهيئة وتكون تحت تصرفه.. وهي دعوى إلى كل الجرحى لتصعيد الأمر والوقوف في وجه هذا العبث الذي يستهدف جنودنا وضباطنا ومعنوياتهم لنقول جميعنا: لا للفساد لا للفاسدين لا وألف لا لكل ما يمس رجالنا في الميدان".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى