المتضررة منازلهم في عدن.. دموع ووجع وتشرد وإعمار بعيد المدى

> تقرير: فردوس العلمي/ دعاء نبيل:

> ​السنة التاسعة من التشرد والضياع..  متضررون: متى تتحرر صنعاء ليتم إعمار منازلنا في عدن؟
> لم تكن طلبات المتضررة منازلهم التي رفعوها بالمذكرة الموجهة إلى القيادة السياسية متمثلة بالرئيس  ونوابه ورئيس الحكومة تحمل في طياتها الكثير أو صعب التحقيق، بالعكس كانت بسيطة لم تتجاوز الخمس مطالب وهو حق لهم، وليس صدقات تعطى حيث طالبوا بإعادة إعمار منازلهم الذي دمرتها آلية الحرب اللعينة وتعويضهم عما فقدوه من ممتلكاتهم المحترقة، وعما لحق بهم وأسرهم من تشتت ومن ضرر نفسي وأن يكون ضمن لجنة إعادة الإعمار لمعرفة واقعهم إلى جانب  دفع إيجاراتهم التي تم تسديدها منذ أن دمرت منازلهم في 2015م، ثمان سنوات وها هم داخلين على السنة التاسعة حرب وتشرد.


"عدن تنفض غبار الحرب والدمار وتبدأ الإعمار" هكذا تصاغ الأخبار الكاذبة كان هذا العنوان في أحد المواقع الإخبارية في الثامن من أغسطس 2015م وبعد ثمان سنوات من الحرب لم نرصد سوى دموع الوجع وآثار الحرب،  وكأن  آلية الحرب ما زالت تدك المدينة ومنازل المواطنين، لم نرصد غير دموع وقهر المشردين من منازلهم وهم يقفون وقفاتهم الاحتجاجية أو على عتبات منازلهم المدمرة ولسان حالهم كانت لنا حياة سرقت منا.

يقول المتضررون" لم نر نور الإعمار بعد، فما زال غبار الهدم والحرب يغطي جدران منازلنا ورائحة البارود والدم تملأ جنبات غرفنا وأرضيات منازلنا".
"الأيام" ترصد آراء الشارع العدني لمعرفة رأي المواطنين بواقع آثار الحرب.
  • آراء المواطنين
يتفق أهالي عدن بالقول "الإعمار أكبر كذبة شهدتها عدن بعد التحرير" وأصبح الإعمار بعيد المدى ورجوع المشردين للمنازل حلم ضاع، وعلى رأي المثل "نسمع جعجعة ولا نرى طحين" ومن لم تتهدم منازلهم يتحمدون الله سعداء بهذا التحرر ولكن قلوبهم موجوعة هم ينظرون لمدينتهم التي تحررت وهي تعيش هذه الحالة المزرية ولم يتوقعوا أن يكون التحرير واقع مر عليهم وسبب في نكستهم ونكست مدينتهم عدن، ولسان حالهم يقول الحكومة والتحالف قتلونا مرتين مرة بالطيران ومرة بتجاهل الإعمار ومسح آثار الحرب".


وقالوا "توقعنا أن تصبح عدن مدينة نموذجية ويكرم أهاليها كونها رفضت الاحتلال الحوثي ودافع شبابها على العرض والأرض والشرف تركوا مقاعد الدراسة في مختلف المراحل الدراسية وانخرطوا في الجبهات للدفاع عن الدين والعرض وحدود الجيران بعد أن أمنوا حدود جنوبهم، ها هم اليوم بين شهيد وجريح وأسير ومفقود تركوا خلفهم أيتاما وأرامل وأمهات ثكلى تبكي ضناها.

المواطن فضل علي عوض من مديرية دار سعد متضرر من الحرب قال "الحرب الظالمة التي شنتها جماعة أنصار الله "الحوثي" أدت الى تدمير الكثير من المنازل ومع ذلك لم تقم الدولة بصرف التعويضات التي وعدت بها".
فضل علي
فضل علي

وأضاف "أن الايجار مع هذه الظروف التي نعيشها في عدن وارتفاع الأسعار أثقل كاهلنا وما زلنا حتى هذه اللحظة نعاني من تبعات الحرب دون أن تلتفت لنا الدولة أو حتى تعمل لنا الحلول المؤقتة والمناسبة لهذه القضية الشائكة.
  • هموم وتشرد وضياع
عندما تخسر ضناك وفلذة كبدك على ماذا تبكي بعدها؟ وهذا حال أم الشهيد سهيل د. رضية الزيدي التي تتحدث بوجع عن وضعها الراهن وتقول خسرت ابني وترك لي منزل عبارة عن أنقاض وأطفال تيتموا ولم يلتفت لهم أحد".

تواصل د. رضية حكاية منزلها وكيف تهدم  وتقول "استشهد ابني في هذا الحرب بجانب عدن مول يوم دخول الحوثة إلى عدن بعدها تم استهدف منزلنا بقذيفة أصابت البطارية، فاحترق جزء من المنزل  ونتيجة لهذا القصف خرجنا من المنزل لفترة نحن والجيران تركنا العمارة لكن بعد فترة رجعنا إلى منزلنا وعملنا على تنظيفه ولم يكن أحد في العمارة غيرنا".

تأخذها الذكريات وتقول "في هذا اليوم  نزلت السوق، اشتريت سمكا وخضار، على أساس نعمل وجبة سمك، لم نلحق نتهنى بوجبتنا، فلم نرَ غير غبار غطى منزلي، وحين تمكنت من الرؤيا وجدت نفسي أنا في جهة وزوجي  في جهة وبيننا حفرة عميقة وكل أثاث المنزل فيها وكأن القيامة قامت في بيتنا ولم نستطع التحرك حاول الجميع مساعدتنا، ونحن كبار في السن لم نتمكن من التعلق والنزول من النوافذ.. لذا عمل المواطنون على ربط أحد الشباب بالحبال واستخدام كرين الكهرباء لرفعه ودخل الشقة وفتح الباب وقاموا بحملنا إلى خارج العمارة".


وعن هذا الحادث قالت "عندما خرجنا للشارع صدمنا برؤية بيوت الجيران مهدمة كليا، وبيت عائلة الطيب نصفين، نصف مستوي بالأرض وطفلة صغيرة تتشبث بالحياة على جدرانه الآيلة للسقوط وآخرين مدفونين تحت الأنقاض، فقدنا هذا اليوم أسرة كاملة، لم ينجُ منها غير طفلين، تقولها بألم كأن صاروخا هدّ الحارة هدًا، وبسببه تشردنا من منازلنا ".

وتضيف "خرجنا وقفات كثيرة لم نتمكن من إحراز أي نتائج تعيدنا إلى منازلنا، وها نحن نعاني ويلات التشرد وارتفاع الإيجارات التي قتلتنا لندخل السنة التاسعة تشرد".
وقالت "كنا نعول على منظمات المجتمع المحلي خاصة النسوية وللأسف لم يقفوا معنا ماعدا بعض النساء بصفة شخصية".

 وحسب قولها فقدوا حتى التعاطف الذي كانوا يستشعرون به في بداية قضيتهم تحركنا إلى الرئاسة ولم نستطع الحصول على أمر إلزامي لعودتنا لمنازلنا".

تطالب د. رضية التحالف والحكومة بسرعة إعادة إعمار منازلهم حتى يتمكنوا من العودة إليها وإعطاء مبالغ الإيجارات المدفوعة سلفًا، وعدم ربطهم بالمنظمات".


تواصل حديثها قائلة لم نتوقع أن يتم ربط إعمار مدنية عدن بتحرر صنعاء من قبضة الحوثي".
وتتمنى د. رضية أن يكون للمتضررين كيان، كجمعية وبدل الخروج والوقفات يكون لدينا ممثلين أمام الجهات المعنية بإعادة الإعمار".

* أسرة التربوي علوي جعفر السقاف - رحمه الله - مدير مدرسة البيحاني الأساسي سابقا، تتحدث ابنته رابعة السقاف بوجع عن حال أسرتها، وتشردهم وضياع وفقدان الأب ".

تقول رابعة السقاف "عمارتنا مكونه من ثلاثة أدوار تهدم البيت كله بسبب قصف الطيران على جبل حقات تحديدا على منزل الرئيس السابق علي سالم البيض، حيث كان الحوثيون يتمركزون فيه، ويقع بيتنا تحت الجبل مباشرة نزلت علينا الأحجار الكبيرة من الجبل وهدمت الدور الأخير وكذا باقي الأدوار تهدمت، ومسجلين في الإنشاءات ونزل مهندسون وضموا بيتنا من ضمن فئة الهدم والبناء من جديد".

توضح رابعة "كان منزلنا مقسم بيننا، دور ساكن فيه أخي وزوجته وبناته، وفي الدور الثاني كانت فيه أسرتي، أنا وزوجي وأبنائي إلى جانب أبي وأمي واثنين من أخواتي وبنات أختي وولدها، والدور الأول كان فيه اخي وزوجته وأبنائه،  وكل هذه الأسر تشردت بعد أن كان يضمنا بيت واحد".

وتصف رابعة السقاف حالة الخوف والهلع التي عاشته الأسرة  وتقول "الخوف الذي عشناه كان مؤلم لنا كأسرة، صوت انفجار الصاروخ مفزع، وأكثر فزعا قبل التفجير، خرج أبي يصلي العصر هو وزوجي وبقينا نحن في المنزل وبعد التفجير لم نتمكن من الخروج بسبب ضرب الرصاص والمدرعات بين الحوثيين ورجال المقاومة، حُبسنا  في سلم العمارة  إلى أن استقر الوضع وحل الليل وخرجنا إلى مكان آمن".


وتواصل "من هنا بدأت معاناتنا في التشرد من بيت إلى بيت، حتى وقت الحرب لم يرحمنا أي أحد، وكنا ندفع الإيجار وتشرد إخواني وزوجاتهم، كل واحد خرج وشاف له بيت، وبقى أبي وأمي وأخواتي وبناتهم وزج أختي في بيت آخر تحت رحمة الإيجارات.

تتحدث بألم وتقول "أبي كان مريضا بالقلب ومن القهر والتشرد وقلة الحيلة لم يتحمل هذا الظلم والتشرد ومات".

وتضيف "الحكومة لم تعمل لنا أي شيء ، حتى وعودهم لنا بتحمل قيمة الإيجارات كانت كاذبة والمنظمات لا تلتفت لنا، فنحن لسنا من النازحين"
عائلة التربوي ومربي الأجيال تشعر بالضياع ويعانون من التشرد،  وهم تحت رحمة الإيجارات المرتفعة "تقول رابعة" أمي تعاني من السكري ومعاش الوالد لا يكفي وأختي كانت خياطة ولها سمعتها في حينا بالقطيع، الآن مع وضعنا هذا نحاول قدر الإمكان أن نتساعد أنا وأختي لكي نوفر ثمن الإيجارات ومصاريف البيت".

كل  هذا التعب وأختي تعاني من التهاب وخشونة الركبة وضعف نظر، وأنا موظفة من تعيين 2011م راتبي 53ألف ريال، ما يكفي حتى حق الإيجار".

وتناشد رابعة السقاف الحكومة والتحالف والبرنامج السعودي للإعمار بضرورة بناء منازلنا، لنعود وهذا هو طلبنا الوحيد إعادة إعمار منازلنا"

* سالم كوكع  رب أسرة  مكونة من عشرة أفراد يعانون التشرد والضياع  قال "بيتنا بجانب مكتب قلعة صيرة في حرب 2015 الظالمة على عدن وعند دخول الحوثة إلى القلعة خرجنا من ديارنا وتوجهنا إلى الممدارة وفي نهاية الحرب كانوا الحوثة محتلين عمارة جيراننا وتم ضرب العمارة ومن قوة تفجير العمارة أدت إلى تناثرها، إلى فوق منزلنا والمنازل المجاورة مما أدى إلى هدم منزلنا".


ويضيف "بعد خروج الحوثة عدنا إلى كريتر لم نستطع الرجوع لمنزلنا كون المنزل تهدم إلى نصفين نصف تدمر تدميرا كاملا والنصف الآخر تصدع،  لذا بقينا في منزل أحد الاصدقاء لمدة ستة أشهر".

ويضيف "نزلت لجنة من مكتب الأشغال وقررت هدم المنزل بالكامل،  وحتى اللحظة لم يظهر علينا أحد من الحكومة أو الجهات ذات العلاقة، بإعادة إعمار البيوت المدمرة ولا السلطة المحلية، لم ينزل أحد منهم رغم الدمار الواضح لكل من يزور قلعة صيرة"
وقال "تعبنا من الإيجارات وقررنا العودة لمنزلنا المدمر، وترميم ما استطعنا عليه في الجزء المتصدع، وسكنا فيه ومازلنا نسكن فيه حتى الآن، ونحن تحت تهديد الانهيار في أي لحظة".

لا تختلف طلبات سالم كوكع عن غيرها  ممن تهدمت منازلهم حيت قال "حاليا نطالب الدولة والتحالفات والسلطة المحلية في عدن أن ينظروا لنا بعين الرحمة، ويعيدوا بناء بيوتنا ويعوضنا عن ما فقدناه.

سالم كوكع في أثناء احد الاجتماعات
سالم كوكع في أثناء احد الاجتماعات

ويشكر سالم كوكع  صحيفة "الأيام" التي تقف معهم في محنتهم ونزولها وتواصلها المستمر مع أصحاب البيوت المدمرة في عدن وتنقل همومهم إلى الرأي العام.

* يبدأ المواطن أحمد صالح العماري المتضرر من آثار حرب 2015م حديثه بسؤال للحكومة والتحالف ولمن له صله في انتشال وضعهم المأساوي الذي يعيشه كافة المتضررين ويقول "إلى متى سنضل نحن أصحاب المنازل المدمرة في مصير مجهول ومن المسؤول عما نعانيه من ظلم وتشرد خارج منازلنا؟
أحمد العماري
أحمد العماري
ويضيف "تدمر منزلي المكون من 3 أدوار والواقع في كريتر مدخل باب حقات  و معاشيق على الطريق المؤدي للرئاسة وقادة الحكومة والتحالف دائم يمرون من أمام منزلي ويرون الدمار ورغم هذا لم تحرك ساكنا ، الآن أصبحت مع أسرتي المكونة من خمس عائلات خارج المنزل مستأجرين منازل اخرى من عام 2015 حتى الآن".

يؤكد على وجود مناقصه نشرت في صحيفة 14 أكتوبر في فبراير 2018 تؤكد هذه المناقصة أن الاشغال العامة استلمت مبالغ من الحكومة لإعادة بناء وتأهيل منازل المتضررين خاصة في مدخل حقات وللأسف لم تقم الأشغال بأي شيء يذكر في تأهيل منازل رغم استلامها المبلغ المخصص"
ويضيف "انهكتنا ظروف غلاء المعيشة وارتفاع الإيجارات مع شبه انقطاع للراتب الذي لا يفي لأبسط مقومات الحياة نعاني كل هذا وسط صمت رهيب من قبل مسؤولي الدولة وكل من له صلة في التخفيف من معاناتنا النفسية والمادية وإعادة ما دمرته الحرب من منازلنا وممتلكاتنا".

صورة وثيقة المناقصة المنشورة في صحيفة 14 أكتوبر
صورة وثيقة المناقصة المنشورة في صحيفة 14 أكتوبر

يواصل السرد لحكايتهم قائلا "وبعد أن شكلنا تجمعا يضم كل متضرري الحرب والمهدمة منازلهم في محافظة عدن و بمبادرة خلاقة من مؤسس هذا التجمع الدكتور المميز عمر علي بن علي، أقمنا عدة فعاليات احتجاجية أولها في العام الماضي في قصر المعاشيق الرئاسي ويليها في بداية هذا العام 2023 في مكتب محافظ عدن وكذلك أمام مكتب ممثل الأمم المتحدة وأخيرا البرنامج السعودي للإعمار بكل هذه الوقفات الاحتجاجية فوجئنا بما لم يكن في الحسبان، أن قضية الأعمار لما دمرته الحرب مغيبة تماما، ولم تدخل ضمن أولويات مهام الحكومة والتحالف رغم حساسيتها في جبر الضرر وإعادة إعمار ما دمرته الحرب في منازل المواطنين أو الممتلكات العامة ،فلم تستجب الحكومة ولا التحالف لندائنا ومطالبنا المشروعة الإنسانية المتمثلة في إنهاء معاناتنا النفسية والمادية إعادة إعمار منازلنا المدمرة بفعل الحرب".

وقال "باسم تجمع أصحاب المنازل المتضررة من حرب 2015م نناشد بل نستغيث الحكومة والرئاسة والتحالف ومحافظ عدن في النظر والتدخل السريع لانتشال ومعالجة ما نعانيه منذ أكثر من ثمان سنوات مضت وأهمها تعويضنا عما فقدناه من ممتلكات ودفع إيجارات وجبر ضرر وبناء منازلنا والعودة إليها لنعيش بكرامة وشرف وأملنا كبير في صحيفة "الأيام" الغراء بنقل ما نعانيه إلى الجهات المسؤولة ذات العلاقة بقضية بناء منازلنا التي دمرتها الحرب وإنهاء معاناتنا الجائرة ودفع الإيجارات وتعويضنا عما خسرناه من ممتلكات وغيرها من متطلبات الحياة شكر لصحيفة "الأيام" ولكل العاملين والطاقم المميز لإتاحتهم الفرصة لنا للتحدث وطرح همومنا بحرية".

وفي ختام حديثة يقول العماري "نريد العودة إلى منازلنا لنعيش ما تبقى من العمر بكرامة وعزة نفس ومن المؤلم بعد عمر من الكفاح والعمل المتواصل في خدمة الوطن لأكثر من أربعين عاما أن نجد أنفسنا وعائلتنا على قارعة الطريق دون مأوى أو سكن ورمضان كريم على الجميع بالخير والبركة".

* المواطن أنيس الجرو واحد من المتضررين قال "منذ اجتياح الحوثي لعدن  ونتيجة للاشتباكات وقصف الصواريخ والمدفعية تم تدمير منازلنا  في مديرية  المعلا" 

المواطن أنيس الجرو في إحدى الوقفات الاحتجاجية
المواطن أنيس الجرو في إحدى الوقفات الاحتجاجية

الشارع الرئيسي "شارع مدرم " بيت عبارة عن منزل مستقل لحالى دمر وحرق  وبعد توقف الحرب وانتصار عدن نزلت لجان الأشغال العامة وتم رفع تقارير فيما آلت إليها منازلنا"
ويضيف خرجنا من منازلنا، ونعيش بالإيجار في المناطق المجاورة  نناشد السلطة الرابعة أن توصل أصواتنا وأفكارنا إلى المنظمات المحلية والدولية وإلى صندوق الإعمار السعودي وقيادة الدولة، و توصف لهم عيشتنا الضنك وغلاء المعيشة وتدهور الأوضاع وارتفاع الإيجارات التي أصبحت بالسعودي وسوء حالتنا، نحن موظفون في الدولة وليس لدينا أي دخل آخر غير رواتبنا.

نقول بصوت عالٍ "لقد تعبنا من الإيجارات وغلاء المعيشة لمدة 8 سنوات وها نحن ندخل العام التاسع ولم نلمس منكم أي عمل إنساني أو أخلاقي أو حتى منحنا حقوقنا كمواطنين في هذا البلد الذي هو تحت وصايتكم.
  • ضياع جهد العمر
ما أصعب أن يضيع جهد السنين في لمح البصر، وهذه هي الكارثة الحقيقية والخسارة الفادحة بسبب الحرب العبثية على عدن وهذه الكارثة يعيش مرارتها د. عمر علي بن علي الأستاذ الجامعي وأسرة الشاعر القرشي عبدالرحيم سلام،  يقول د. علي بن علي "حرب عدن علينا كانت كارثة بكل المقاييس، بها فقدنا لحصاد العمر فقدت المكتبة التي بنيتها منذ أربعين عاما منذ أن كنت معيدا في جامعة عدن وحتى 27يوليو 2015 يوم قصف المنزل. تاريخ وحياة كاملة محيت بلمح البصر".

د. عمر علي
د. عمر علي
ويضيف "أسكن في منزلنا الكائن في عبود المستشفى سابقا بجانب مكتب الصحة م/عدن خور مكسر نسكن منذ عام 1988م وعندما اشتد القصف والاشتباكات نزحنا الى مدينة التقنية، عانينا مرارة النزوح وترك منزلنا أسوة ببقية الأسر في عدن طيلة مدة الحرب وقبيل انتهاء الحرب تعرض منزلنا لصاروخ كاتيوشا أطلق على منزلنا دمر المنزل بالكامل بكل ممتلكاتنا وشقاء العمر، وعانيت مرارة النزوح والسكن خارج منزلي الذي بنيته من كدي وعرقي منذ تسلمنا من قبل الحكومة كسكن للمعيدين آنذاك".

ويضيف "خلال ثمان سنوات عانينا الأهوال والإيجارات التي التهمت كل المرتب وناشدنا كل الحكومات والرئاسي ولكن للأسف دون فائدة دون جدوى فقط تسويف ومماطلة وتزييف".
في هذا الشهر الكريم مناشدتنا لمن بقي به ذرة من ضمير أن يلتفت إلى معاناتنا وإعادة إعمار منازلنا سواء كان التحالف الذي تقع عليه مسؤولية أخلاقية وإنسانية وأيضا الحكومة والمحافظ".

سليم سليمان حفيد الشاعر القرشي عبدالرحيم سالم يتحسر ويتألم ويعاني الوجع مرتين يتألم من أجل منزلها المهدم  وتشرد أسرته لكنه مازال لديه أمل بالعودة والتعويض ولكن ما يوجع ويمثل خسارة لهم حسب ما يقوله حفيده الشاعر القرشي عبدالرحيم سلام ضياع مكتبة جده القرشي عبدالرحيم سلام بكل ما تحتويها من دواوين شعر وذكريات ووثائق تخص جده فهذا كارثة لا تعوض".

سليم القرشي
سليم القرشي
ويحكي سليم كيف حدث القصف لمنزلهم قائلا "كنا في المنزل أثناء القصف والحمد لله برعاية الله وحفظة خرجنا سالمين،  فنحن عائلة مكونة من خمس أفراد لم نتوقع من شدة القصف على العمارة أن نخرج منها لكن انكتب لنا عمر جديد ويناشد كل الجهات بسرعة إعادة إعمار عمارتهم وكل المنازل المدمرة تعبنا من الإيجارات فكل عام يزيد الايجار وحاليا  ندفع 80 ألف ريال فمن يعوض خسارتنا ؟".

قائد المقاومة الجنوبية محمد سعيد هادي العسيري أحد قادة المقاومة الجنوبية في حرب 2015م  يقول "تعرضت عمارتنا في  مدخل شارع الهريش في مديرية صيرة إلى أعنف قصف من قبل الحوثة وهي أول عمارة تتعرض للقصف في مديرية صيرة"
وعن السبب قال "انطلاق الكفاح المسلح من عمارتنا  فهي مركز تجمع المقاومة الجنوبية ومخزن للأسلحة وكان تدميرها تدمير ممنهج  لتواجد قادة المقاومة   وعقد الاجتماعات فيها، لهذا تم رصد المنزل من قبل الأمن القومي التابع للحوثة".

ويتحدث بحسرة  قائلا "شُردنا من منازلنا المدمرة ولم نحصل على فرص عمل ولا تعويض، ونوجه النداء للحكومة ونقول لها أنصفونا وانظروا إلينا، لم نحصل على أي حقوق، ومن جاء نازحًا من خارج عدن حصل على كل مقومات الحياة".
محمد العسيري
محمد العسيري
ويضيف "أنا نازح مع أسرتي في منطقة العريش  ولا نحسب في نظر المنظمات كنازحين وأدفع إيجار 80 ألف ريال شهريا ودائما ندخل في مشاكل مع المؤجر بسبب رفع الإيجار لأننا لم نستلم حتى رواتبنا".

ويضيف "نحن فئه ظُلمت لا نستلم بالريال السعودي، ولا إغاثة من المنظمات حتى البصمة حرمنا منها، وقال ضاحكا حتى كرت الروتي  لم نحصل عليه "
وبألم يقولها "8سنوات  ونحن في ضياع، حاليا اتجهت إلى البحر  نسترزق منها ومساعدي طفلي الصغير  5 سنوات  هو من يساعدنا  ويسأل..  الى ذمة من كل هذا  المعاناة  ؟".

*
منظور أحمد
منظور أحمد
المواطن منظور أحمد إسماعيل خان من سكان العمارة المحترقة كليا الواقعة في المعلا كبسة ( منازل القباطنة البحريين )  يقول "هذا العمارة مكونة من ثمان شقق من ضمنها شقتي التى قد تعرضت لقصف شديد أثناء الحرب ضد الحوثة على عدن في 2015 ، ومنذ ذلك الحدث و أنا أسكن في  منازل مستاجرة و التى تزداد قيمة إيجارتها من سنة إلى أخرى و بعملة ريال يمني و أحيانا بالريال السعودي و هذا  يفوق مقدرتي على السداد تزامنا مع ارتفاع غلاء المعيشة، إنني أناشد جميع الجهات المعنية الحكومية أو المنظمات الدولية والخيرين بأن يلتفتوا إلى معاناتنا الطويلة منذ 2015 إلى ثمان سنوات من التشرد و الشتات لعائلتي ولجيراني كذلك ".

ويقولها بوجع لم يتبق من العمارة غير الركام، فقد سويت بالأرض  ونقف على تلك المساحة  ونتذكر حياة كانت وحرمنا منها حتى الذكريات محيت" .

فيصل أحمد
فيصل أحمد
الوالد فيصل أحمد هادي يقول "بيتي ضمن  خمس منازل دمرت كليا ودخلت ضمن فئة الهدم، نزحت وتبهدلت أنا وأسرتي وانتقلنا للعيش من منزل لآخر بسبب ارتفاع الإيجارات وصل الإيجار إلى 65 ألف ريال  وحاليا أنا نازح في منطقة القطيع، أدفع إيجار وكهرباء وماء راتبي أقل من 50دولار في الشهر، ماذا يتبقى لنا لكي نعيش؟ ظلمونا ولم يُقدم لنا أى تعويض، لذا من على منبر "الأيام" نناشد كل من لديه ضمير وبيدهم القرار أن يعملوا على إعادة إعمار منازلنا ".
  • وعود وأوهام
عن الوعود الوهمية تتحدث الصحفية منال أمين من مديرية خورمكسر حي السعادة تقول "هناك الكثير من الأسر في مديرية خورمكسر إلى الآن ومازالت منازلهم متضرره جراء الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي على العاصمة عدن في 2015م ولم يتم إعادة تأهيلها إلى الآن، رغم نزول مكتب الأشغال العامة وعدد من المنظمات المحلية والدولية في السنوات الماضية لحصر الأضرار لكل المنازل السكنية ومقابلة المتضررين وتقديمهم وعود بإعادة تأهيل المنازل المتضررة والإعلان عن تقديم تعويضات مالية وغيرها.

وتضيف "لم يحصل أي تحرك منذ أكثر من ثمان سنوات، ومازلنا منتظرين تلك الوعود الوهمية وهناك أسر استطاعت أن تقوم بعملية الترميم من مالها الخاص لقدرتها على ذلك، إلا أن هناك الكثير من الأسر لم تستطع ذلك و مازالت تعيش مع الاضرار إلى الآن".
منال أمين
منال أمين

وتضيف "نحن من تلك الأسر التي تضرر منزلهم وإلى الآن لم نستطع أن نقوم بعملية الترميم، حيث تضرر المنزل جراء قذيفة هاون بطريقة مباشرة على الجزء الجنوبي تسبب بأضرار كبيرة لم يتم إعادة تأهيله إلى الآن، بالإضافة إلى أضرار كبيرة سببتها بعض الشظايا التي كانت بسبب صواريخ التحالف، وما زلنا منتظرين الدعم الذي وعدونا به من مكتب الأشغال الذي حصر الأضرار منذ أكثر من ثمان سنوات".

أمينة الهاشلي
أمينة الهاشلي
مدير مكتب الشؤون الاجتماعية في مديرية البريقة أمينة عبدالله الهاشلي تحدث حول المنحة المقدمة من المفوضية السامية  وقالت "نحن الآن بصدد العمل على التقييم والمسوحات الميدانية للمنازل المتضررة من الحرب بدعم من المفوضية السامية والتي تقوم به جمعية التكافل باعتبارها الشريك المحلي والرئيسي للمفوضية بالنزول من باب التأكد والتحقق من كشوفات المتضررين المرفوعة مسبقا من قبل مكتب الأشغال خلال الحصر الذي تم عام 2015 وإذا كانت هذه المنازل متضرره جزئيا أو كليا.

وأوضحت الهاشلي  بأن المنحة المقدمة من المفوضية السامية تبدأ من 500$ الى 3000$ بحسب نوع الضرر الملحق بالمنزل.                      

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى