التحدّي الأكبر لدى الأمريكيين في المنطقة وجود الصواريخ والمسيرات الإيرانية

> "الأيام" غرفة الأخبار

> ​تسعى إيران إلى الدخول في مرحلة تهدئة في الشرق الأوسط، وتشير بعض المعلومات إلى أن طهران تريد أن تستمر هذه المرحلة لعشر سنوات.

وتطرح التهدئة أسئلة على الإدارة الأميركية التي تفضّل، بقيادة الرئيس الحالي جو بايدن، مساعي التهدئة وخفض التصعيد، وقد عبّر عن ذلك مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان بعد الإعلان عن توقيع الاتفاق بين السعودية وإيران.

وقال سوليفان عندما كان على الطائرة الرئاسية ومرافقاً الرئيس بايدن إلى كاليفورنيا منذ أسبوعين "إنه من وجهة نظرنا وفيما نضع الكثير من الجهد الدبلوماسي في الترويج للتهدئة مثلما حصل مع الهدنة في اليمن، فإن قيام بلدان أخرى مثل الصين، بالترويج للتهدئة ليس أمراً معارضاً للمصالح الأميركية". وأضاف "بصراحة إنها مساع تسير في الاتجاه ذاته".

وسعت الحكومة الأميركية منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض في العام 2021 إلى "التهدئة"، ووضعت قاعدة ثلاثية تقوم على "التهدئة والاستقرار والردع"، وكانت الحكومة الأميركية تحاول وضع مبدأ الاستقرار في صلب أهدافها في الشرق الأوسط، وترى أن الاستقرار من خلال التفاهمات، أو من خلال الردع، هدف تسعى إليه في المنطقة.

كما حاولت من خلال التحدّث إلى الإيرانيين في فيينا، ومن خلال توفير البنية العسكرية بالتعاون مع الشركاء والحلفاء العرب، الوصول إلى هذا الاستقرار بالتفاهم أو من خلال التلويح باستعمال القوة.

  • مشكلة الصواريخ الإيرانية

وذكر تقرير نشره موقع "العربية نت" عن إمكانية الدخول في مرحلة تهدئة، يطرح برنامج الصواريخ والمسيرات الإيراني تحدّياً أول، فالإيرانيون تمكنوا خلال السنوات العشر الماضية من تطوير وتوسيع برنامج الصواريخ والمسيرات بنسبة كبيرة.

وفي شهادة أمام الكونغرس الأميركي قال الجنرال كوريللا، قائد المنطقة المركزية، إن "إيران اليوم تحتفظ بأكبر ترسانة من الصواريخ وأكثرها تنوعاً في الشرق الأوسط، وتملك آلاف الصواريخ الباليستية، كما لديها أكبر وأقدر قوة من المسيرات".

وخلال العام 2022 فقط، أطلقت إيران 105 صواريخ، وهذا ارتفاع كبير في العدد مقارنة مع ما أطلقته إيران في العام 2015 أي سنة الإعلان عن الاتفاق النووي.

وأغلب الصواريخ التي أطلقتها إيران العام الماضي هي صواريخ قصيرة المدى، لكنها تحتفظ بآلاف الصواريخ متوسطة المدى.

بهنام بن طالب لو، نشر تقريراً موسعاً مع معهد الدفاع عن الديمقراطية، عن برنامج الصواريخ الإيراني منذ أسابيع، ويقول إن لدى إيران عدداً كبيراً من الصواريخ الباليستية.

وأضاف "نتحدث هنا عن رقم 3000 وأكثر من الصواريخ الباليستية، وهي صواريخ أرض أرض ومسارها مقذوف بدون أن نفرّق بين صواريخ مشغّلة بالوقود المسال أو غيره".

ويعتبر بهنام بن طالب لو أن إيران تستعمل برنامج الصواريخ وسيلة للردع، ويشير إلى كلام المرشد الإيراني علي خامنئي الذي قال في العام 2018 إن مبدأ الحرب المحدودة غير موجود "وعصر الضرب والهرب انتهى.. فستكون عالقاً في الفخ وسنلاحقك"، بحسب تعبير خامنئي.

  • التصنيع الإيراني

وفرضت الولايات المتحدة الكثير من العقوبات على المؤسسات الإيرانية المصنّعة للصواريخ والمسيرات، لكن الإيرانيين ومن خلال "الشركات الواجهة" تمكنت من شراء الكثير من القطع من السوق العالمية، وفي بعض الأحيان من أوروبا والولايات المتحدة.

ويقول الخبير في معهد الدفاع عن الديمقراطية إن "لديهم آلة صناعية قوية ونشاطا في الخارج يساعد صناعاتهم الداخلية، وهو نشاط يتوسّع". ويضيف بهنام بن طالب لو "إنه في أكتوبر عندما ترفع الأمم المتحدة عقوبات الصواريخ ومعها أوروبا وبريطانيا سيتلقّى مشروع الصورايخ الإيراني دفعاً كبيراً".

وأضاف الخبير الأميركي أن ايران تساعد ميليشيات حزب الله على تطوير عدد من الصواريخ لتصبح دقيقة، وربما أصبح العدد لدى حزب الله بمئات الصواريخ الدقيقة.

  • الرؤية الأميركية

وتفهم الولايات المتحدة أن برنامج الصواريخ الإيراني يشكل خطراً، وقد سعت خلال السنوات الماضية إلى وضع خطط لبناء شبكة متكاملة من المنظومات المضادة للصواريخ تحمي المصالح الأميركية والجنود وأيضاً الدول العربية، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي من الخطر الإيراني.

ليس هناك تقييم أميركي رسمي لعمل هذه المنظومات لكن وفداً أميركياً كبيراً زار المنطقة وعقد اجتماعات عالية المستوى في الرياض مع مسؤولين عسكريين وغير عسكريين من دول مجلس التعاون الخليجي وقد خصص لتقييم وتطوير عمل هذه المنظومات الأميركية وغير الأميركية.

واعتبر جوناثان لورد، المتخصص في شؤون الأمن والدفاع في مركز الأمن الأميركي الجديد بواشنطن، أن ما يملكه الأميركيون وحلفاؤهم في المنطقة ما زال يحتاج إلى الكثير من الجهد، ويقول في حديثه مع "العربية" و"الحدث" إن "وصل الدفاعات الجوية يبقى صعوبة تعمل القيادة المركزية على معالجتها، ولديها رؤية حول دمج المنظومات من محطات الاستشعار إلى قواعد الصواريخ المختلفة والمنتشرة في دول مختلفة، وتعمل معاً لضمان أمن الجميع في المنطق".

  • لا حماية كاملة

التحدّي الأكبر لدى الأميركيين وشركائهم في المنطقة يبقى وجود برنامج الصواريخ والمسيرات الإيراني، ومتابعة إيران لتصنيع هذه الصواريخ والمسيرات خلال مرحلة التهدئة، والأهم أن أي منظومة دفاع جوي وأياً كان تطوّرها لن تتمكن من مواجهة كل الصواريخ عندما تقرر دولة ما إطلاقها بالمئات أو الآلاف دفعة واحدة.

جوناثان لورد لديه رأي في هذه الموضوع أنه "ليس هناك حلّ تكنولوجي لخطر تكنولوجي". ويضيف مستعملاً أحد التعابير الأميركية بالقول "سيعمل طرف على نصب فخ أفضل ويأتي فأر آخر أكثر ذكاء!"، ويشدد على أن الأفضل هو العمل معاً ودمج الحلول، وهذا يضع القيادة المركزية خطوة تسبق الخطر.

وربما يكون المطلوب دائماً هو أن تتخلّى إيران عن برنامجها، وأن تسمح بإحصائه وتسليم الصواريخ التي لديها بإشراف دولي على غرار اتفاقيات نزع الأسلحة بين الاتحاد السوفييتي ومن بعده روسيا والولايات المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى