"الأيام" تزور قرية أمشعة وتنقل معاناتها بسبب المياه..

> فؤاد العوسجي:

> قرية سُميت "بالشهداء" وقدمت قوافل منهم لم يشفع لها اسمها ولم يشكل فارقا أمام المسؤولين والرموز الكبيرة من السياسيين والمشايخ والأعيان والذين تقلدوا المناصب وأمسكوا بزمام الأمور في قيادة سلطاتها المختلفة، وحتى اليوم لا تمتلك "قرية أمشعة" بمديرية لودر مشروع مياه متكامل يريح أبناءها عناء جلب المياه على كل الوسائل التقليدية، أو انتظار قطرات مشروعها الذي يصل كل أربعين يوما ويستمر لساعة واحدة فقط.

يوجد في القرية التي يسكنها قرابة ثلاثة ألف نسمة مشروع مياه وحيد يقوم بضخ المياه لتجمعات السكان كل فترة تصل إلى الشهر، حيث ينتظر السكان أيام حتى تتجمع مياه البئر الوحيدة في القرية ويتم ضخها إلى خزان المياه الذي يكفي امتلاءه ليشرب منه قرابة الخمسة أو الستة بيوت في كل تعبئة له، ويتم وقف ضخ المياه إلى الخزان حتى تعود مياه البئر للتجمع كل عشرة أيام وبعد ذلك يتم ضخها إلى تجمع سكاني آخر، أضف إلى ذلك شبكات المياه المكونة من الحديد وهي من أقدم الشبكات وتتعرض للتكسير نظرا للصدأ الذي أصابها بسبب التوقف المستمر والطويل لضخ المياه فيها.


ويعاني سكان "قرية امشعة" بمديرية لودر من ارتفاع تكاليف جلب المياه من أماكن أخرى، حيث يتكبد السكان مبالغ مالية تصل إلى ثمانية ألف ريال للوايت الماء الواحد الذي يتسع لكمية من ألف إلى ألف وخمسمائة لتر.

وحتى اليوم لا تزال نساء القرية وأطفالها يقومون صباحا ومساء بجلب المياه على الحمير والعربات والدراجات النارية من الآبار الخاصة التي يملكها أصحاب المزارع والأراضي الزراعية.

محاولات عديدة قام بها البعض لحفر آبار مياه للقرية لكن تلك المحاولات باءت بالفشل نظرا لصعوبة تحديد المواقع والأحواض المائية التي تمتلكها القرية ليتم فيها حفر الآبار الصحيحة.

ارتفاع تكاليف جلب المياه للقرية والتي تصل إلى ثمانية ألف للوايت الواحد
ارتفاع تكاليف جلب المياه للقرية والتي تصل إلى ثمانية ألف للوايت الواحد

تلعب المنظمات الدولية و المحلية العاملة في مشاريع المياه والإصحاح البيئي دورا كبيرا في تنفيذ مشاريع المياه في الكثير من القرى التي تجد مشكلة في الحصول على هذه الخدمة الأساسية، حيث يتطلب ذلك الكثير من الدراسات والمسوحات الميدانية للقرى المستهدفة لمعرفة طبيعتها وأماكن تواجد أحواضها المائية والكثير من التسهيلات من قبل السلطات المحلية في المحافظة والمديرية إلى جانب التعاون الكبير والملموس من أبناء المنطقة الذي يجب عليهم التكاتف الصادق لإيجاد مشروع هام للقرية مثل مشروع المياه الذي يستفيد منه الآباء والأبناء والأحفاد.


الجفاف الذي أصاب الخزانات في قرية أمشعة، ونضوب شبه مؤكد لآبارها من المياه، وتوقف حنفياتها عن سكب المياه التي جعل الله سبحانه وتعالى منها كل شيء حي، والاتساع الكبير للصدأ الذي أكل شبكاتها الحديدية، كل ذلك مؤشر خطير يجب على المسؤولين في المحافظة الوقوف أمامه والعمل بسرعة لحل هذه المشكلة التي أصبحت تؤرق حياة سكان قرية أمشعة والعمل على إيجاد مشروع مياه متكامل يعيد لهذه القرية فرحتها وسعادتها ويمنحهم فرصة البقاء فيها خاصة وأن الكثير من الأسر قد بدأت التفكير بمغادرتها بعد أن أصبح الجفاف يهددها ويحرم سكانها هذه النعمة الربانية العظيمة.

انقطاعات المياه والجفاف أجبر بعض سكان القرية على مغادرتها
انقطاعات المياه والجفاف أجبر بعض سكان القرية على مغادرتها

خاص لـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى