البرعي: خذلان مع سبق الإصرار والترصد...!

> محمد العولقي:

> أقسى على النفس مرارة أن تنعي قامة إعلامية كبيرة مثل الإذاعي الشامل محمد يسلم البرعي، و قد كنت شاهدًا على خذلان أقرب الناس إليه.

* وأصعب شيء على قلبي أن أوجه سهام ونبال اللوم والعتب الممزوجين بالقهر والأسى للعزيزين خالد خليفي وكيل وزارة الشباب و الرياضة والكابتن وجدان شاذلي مدير عام مكتب الشباب والرياضة بعدن.

* في الليالي الحالكات التي عصفت بصحة البرعي رجوت الخليفي والشاذلي تكريم البرعي، ولو بدرع تذكاري أو صورة ترسم آخر ابتسامة على وجهه الشاحب الذي هربت منه كل الدماء.

* في ليلة البرعي الظلماء غاب بدر الخليفي تجاهلًا مع سبق الإصرار والترصد، ومشى في طريق ضبابي حيث شلة الأنس في الوزارة تستحوذ على كل شيء بما فيها الهواء الذي يتنفسه الرياضيون.

* ومثلما غاب بدر الخليفي عنوة تجاهلًا و تقاعسًا وكسلًا، أفل نجم الشاذلي الذي ركض هو الآخر وراء سراب تكريم شخصيات كرتونية لا تساوي ربع مشوار محمد يسلم البرعي في المجال الرياضي.

* و عندما تؤدي وزارة الشباب والرياضة ذات التوجه الشخصي الذي يفقع المرارة دور القاتل الذي يقتل القتيل و يمشي في الجنازة ذارفة دموع التماسيح، نجد أن الوزير بشحمه ولحمه ركب موجة المواساة معددًا مناقب رجل رياضي فذ لم يجد من وزارة نائف البكري تذكرة سفر لتلقي العلاج في الخارج أسوة بعيال المحظوظة.

* في ليلة تشييع البرعي إلى مثواه الأخير في جنازة متواضعة خلت من مسؤولي الوزارة ومكتبها عدا لفيف من محبي الراحل، لم نجد من الكابتن وجدان شاذلي موقفًا إنسانيًا صوريًا في أيام العزاء.

* أما صاحبي خالد خليفي فقد شغل نفسه بمحطات سندبادية ليس لها أول ولا آخر، و بالتالي إحساسه بالذنب تجاه البرعي مات في مهده، و قد كنت اتوقع موقفًا داعمًا من وزارة أفعالها تجاه الرياضيين والكفاءات أخف من حبة خردل.

* رحل محمد يسلم البرعي في ليلة ليلاء، لم تجد أسرته ثمن سيارة لإسعافه إلى أقرب مستشفى، فيما اللي بالي بالك يلعبون بفلوس الصندوق لعبًا.

* لن تجد يا وجدان عذرًا تبرر به موقفك السلبي تجاه البرعي، ولن تجد خلفك أو أمامك قشاية تنقذك من تهمة المساهمة في رحيل البرعي بقلب مثقوب من ألم ذوي القربى.

* و مهما حاول خالد خليفي التلاعب بالكلام و تقديم أسطوانة مبررات مقلية على زيت المراوغة لن يفلح، لأن الدعوة التي وجهتها له شخصيًا بتكريم الرجل تعامل معها بأذن من طين و أخرى من عجين.

* الأعمار بيد الله، و لكل أجل كتاب، هذا لا نقاش فيه، لكنني أسأل خالد خليفي الذي يعتبر صانع ألعاب وزارة نائف البكري:

ألم يكن البرعي يستحق العلاج في الخارج على نفقة الوزارة بدلًا من دعمه مرتين بفتات مالي لا يساوي ثمن روشتة علاج؟

* تعرف يا خالد خليفي مثلما نعرف كل ما تحت غطاء البئر، أن صندوق النشء والشباب على قلة دخله إلا أن بعضه يذهب هبات سفرية و مساعدات فوضوية للي يسوى و للي ما يسواش، فهل كان البرعي بتاريخه المثخن بخمسين عامًا من الكفاح غير المسلح في ملاعبنا معلقًا مقتدرًا، لا يستحق كلمة و لو جبر خاطر و لا سلام من هذا الصندوق؟

* لا مؤاخذة يا خالد و يا وجدان، لا تتبرما كثيرًا من كلامي، ولا تضربا أخماسًا في أسداس، فهذه المرة كان سقوطكما في ميدان الرحمة و الإنسانية مدويًا بحق على مرأى ومسمع من مناشدة سابقة ستظل شاهدة على خذلانكما.

* كنت قريبًا من البرعي في لحظاته الأخيرة بقرون الاستشعار عن بعد، تألمت لوضعه، وتألمت أكثر من ظلم ذوي القربى، ومن عزوف أصحابه في النائبات، لكن الألم مزقني ولا زال بسبب استهتار الخليفي و الشاذلي.

* ولوزارة الشباب والرياضة التي تلعب دور الثقب الأسود أمام الكفاءات الرياضية العدنية بالذات، وللعزيزين على قلبي خالد خليفي و وجدان شاذلي أقول مؤمنًا بحكمة المولى عز وجل:

عند الله تجتمع الخصوم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

* رحم الله أستاذنا الفاضل محمد يسلم البرعي وأسكنه فسيح جناته، ونسأله أن يلهمنا نحن محبيه البسطاء الصبر و السلوان، إنا لله و إنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى