يتواجدون في اليمن ولهم علاقات تاريخية مع مصر.. من هم البهرة؟

> «الأيام» مأرب برس+ إعلام مصري:

>
​سلطان البهرة عقب لقاء السيسي: مصر تتمتع بقيادة الرئيس بحرية ممارسة الشعائر
استقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، السبت، سلطان طائفة البهرة بالهند، مفضل سيف الدين، الذي يرافقه شقيقه وأنجاله، وذلك بحضور رئيس المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، وممثل السلطان بالقاهرة، مفضل محمد.
وتداولت الصحف والقنوات المحلية تصريحات السيسي خلال لقاء السلطان، والتي أشاد فيها بجهوده وطائفته في أعمال تجديد مقامات آل البيت في مصر.

وصرّح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بسلطان طائفة البهرة في مصر، مؤكدًا العلاقات الوطيدة التاريخية بين مصر والطائفة، ومعربًا عن خالص التقدير لدور سلطان البهرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، وآخرها ترميم أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، لتتكامل مع جهود الدولة الحالية في تطوير المناطق المحيطة بتلك الاضرحة والمواقع الأثرية بالقاهرة الفاطمية والتاريخية، وذلك فضلًا عن الأنشطة الخيرية الأخرى المتنوعة لطائفة البهرة في مصر، بالإضافة إلى دعم صندوق "تحيا مصر".

وقد أكد الرئيس إيمان مصر العميق بأهمية الحوار بين كافة شعوب العالم بمختلف مذاهبها وأعراقها، وانفتاحها الدائم على كافة الأديان والطوائف، وذلك استنادًا إلى تاريخ شعب مصر العريق وحضارته وفهمه الصحيح للدين، مستعرضًا في هذا الإطار جهود الحكومة المصرية لتعزيز مبادئ المواطنة على أساس المساواة والتعايش السلمي وحرية الاختيار والاعتقاد.

من جانبه؛ أعرب سلطان البهرة عن تشرفه بلقاء الرئيس، مثمنًا المسار الحالي الذي تتمتع به مصر بقيادة الرئيس من حرية ممارسة الشعائر الدينية، والتعايش السلمي بين كافة الأطياف والمذاهب، والتي تكفل للجميع مناخًا مستقرًا للسلام الاجتماعي.

كما أشاد سلطان البهرة بالإنجازات التنموية التي تحققت مؤخرًا في مصر على الصعيد الداخلي في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الدور المصري الفاعل على الساحة الإقليمية، والذي تجسد مؤخرًا في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذا المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة، إلى جانب جهودها المتواصلة في دعم جهود التوصل لتسوية سياسية للأزمة الليبية.​

وليست هذه المرة الأولى التي يلتقي بها الرئيس المصري بسلطان طائفة البهرة بالهند، إذ ظهر اسمه للمرة الأولى، في عام 2016، عندما تبرع لصندوق تحيا مصر بـ10 ملايين جنيه، وأعقب ذلك الإعلان عن مشاركة الطائفة في ترميم عدد من مقامات آل البيت والمساجد التاريخية في مصر، وهو ما نتج عنه تكريم السيسي لسلطان البهرة بمنحه "وشاح النيل"، في أغسطس الماضي.
  • من هم البهرة؟
وفقًا لموقعهم الرسمي، يرجع المسلمون الداووديون البهرة تراثهم إلى الأئمة الفاطميين، باعتبارهم أحفاد النبي محمد (ص) مباشرة في مصر. وخلال القرنين العاشر والثاني عشر، حكموا أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي تمتد من شمال إفريقيا في الغرب إلى باكستان في الشرق.

وتعني كلمة "البهرة" التاجر. ويتبع الداووديون البهرة المذهب الشيعي الفاطمي الإسماعيلي الطيبي. وتقوم عقيدتهم على الإيمان بأهل البيت بصفتهم الخلفاء الشرعيين للنبي محمد (ص).
ويضم البهرة، بالإضافة إلى هذه الأغلبية الشيعية، والذين يكونون غالبًا من طبقة التجار، أقلية سنية تكون عادةً من المزارعين الفلاحين.

سلطان الداووديون البهرة فضل سيف الدين سلطان يزور النجف في العراق
والبهرة أحد فروع الطائفة الإسماعيلية التي تنتمي إلى إسماعيل بن جعفر الصادق المنحدر من سلالة الحسين بن علي بن أبي طالب.

وفقًا لموسوعة "بريتانيكا"، فإن البهرة هم المسلمون الشيعة الإسماعيليون من الطائفة المستعلية، الذي يعيشون في غرب الهند.
وأوضحت أن الطائفة المستعلية، التي نشأت في مصر ثم نقلت مركزها الديني فيما بعد إلى اليمن، اكتسبت موطئ قدم في الهند من خلال المبشرين في القرن الحادي عشر.

وبعد عام 1539، وهو الوقت الذي نمت فيه الجالية الهندية بشكل كبير، تم نقل مقر الطائفة من اليمن إلى سيدبور في الهند.

وشهد عام 1588 انقسامًا في مجتمع البهرة بين أتباع داوود بن قطب شاه وسليمان، اللذين ادعى كل منهما قيادة المجتمع. وظل أتباع داوود وسليمان منذ ذلك الحين المجموعتين الرئيسيتين في البهرة، مع عدم وجود اختلافات عقائدية كبيرة، ويتواجد داعي أو زعيم أو سلطان الداووديين المقيمين في بومباي، بينما يتواجد زعيم السليمانيين في اليمن.

ولذلك ينقسم "البهرة" إلى فرقتين: "البهرة الداوودية" ويوجد أفرادها في الهند وباكستان ومركزها في بومباي، و"البهرة السليمانية" ومركزها في اليمن.
ويختلف الداووديون البهرة المسلمون عن البهرة السنة الملسمين، الذين يتشاركون مع الداووديين في العديد من السمات الثقافية، وفقا للموقع "دي أن أيه أنديا".

ينقسم "البهرة" إلى "البهرة الداوودية" في الهند وباكستان، و"البهرة السليمانية" في اليمن.

ويتشارك البهرة تقاليدهم مع جميع المسلمين الشيعة في أن الرسول محمد (ص) قد خلفه مبعوثه، علي بن أبي طالب، الذي شرح وفسر الوحي الذي تلقاه النبي محمد (ص). واختار الإمام علي بن أبي طالب بدوره ابنيه الإمامين الحسن والحسين كأول إمامين يواصلان إرشاد مجتمع المؤمنين، وفقًا للموقع الرسمي للبهرة الداووديين.

ومن العناصر الأساسية لعقيدة الداووديين البهرة أن الإمام المنحدر من النبي من خلال حفيده، الإمام الحسين، موجود دائما على الأرض لمواصلة مهمة إرشاد البشرية. ويُعتقد أن الإمام، مثل النبي، بلا خطيئة ومعصوم من الخطأ كما أنه طاهر ومقدس، ويعتبر مستودع المعرفة النبوية والمفسر النهائي للدين، وفقا لموقع "داوودي بهرة".

ويقوم البهرة بانتظام بأداء فريضة الحج في مكة وضريح النبي في المدينة المنورة، بجانب زيارة أضرحة أسرة النبي المقربين، والتي تعد أيضا جزءًا من تقليد البهرة الديني.
ولهذه الطائفة مزارات دينية وآثار تعود للدولة الفاطمية، مثل ضريح حاتم الحضرات الداعية الفاطمي المدفون في منطقة حراز غربي العاصمة اليمنية صنعاء، ومسجد الحاكم بأمر الله في العاصمة المصرية القاهرة.
  • أين يتواجد البهرة؟
حاليًا ينتشر الداووديون البهرة في في 40 دولة حول العالم، ويبلغ عددهم حوالي مليون عضو. ويرشدهم زعيمهم الملقب بـ"الداعي المطلق" أو "المبشر غير المقيد"، الذي كان انتقل مقره من اليمن إلى الهند قبل نحو خمسة قرون.
ومنذ انهيار الدولة الصليحية اليمنية عام 1138م، تعرض البهرة للتضييق من قبل الحكام المتعاقبين، لتنتقل زعامة الطائفة من اليمن إلى الهند.

ويقع المركز الرئيس لأبناء الطائفة في مدينة مومباي ويعيش معظم أعضاء مجتمع البهرة في الهند. وعربيا، ينتشر أفرادها في اليمن ومصر والإمارات، خاصة في دبي. وتوجد تجمعات كبيرة أيضا في باكستان واليمن وشرق إفريقيا والشرق الأوسط بالإضافة إلى تزايد عددهم في أوروبا وأميركا الشمالية وجنوب شرق آسيا وأستراليا.

ويُقدر البعض عددهم بأكثر من مليون شخص حول العالم. ولا يتجاوز عددهم 25 ألف شخص في اليمن، ينتشرون في حراز وصنعاء والحديدة وإب، وعدن التي يوجد بها سوق البهرة ومسجد علي بهاي.

والزعيم الحالي للداووديين البهرة هو مفضل سيف الدين، ويأتي ترتيبه الثالث والخمسين، وتولى منصبه في يناير 2014، خلفا لوالده وسلفه، محمد برهان الدين، حيث تدار الإمامة في تسلسل الخلافة من الأب إلى الابن.
  • ما هي لغة البهرة؟
السمة الثقافية الفريدة لمجتمع الداووديين البهرة في جميع أنحاء العالم هي لغته المميزة، والمعروفة باسم لسان الدوات. وتجمع هذه اللغة بين عناصر من العربية والفارسية والأردية والغوجاراتية، والتي بدأت في الظهور منذ حوالي ألف عام، عندما أتت إرسالية تعرف باسم دوات إلى ولاية غوجارات في الهند من خلال مبشرين من الأئمة الفاطميين، وفقا لموقع "الداووديين البهرة".

وتعتمد لغة الدوات في تركيبتها الأساسية وبنيتها على اللغة الغوجاراتية، لكن النصوص وجزءا كبيرا من مفرداتها تتكون من كلمات عربية.
  • ما أبرز عادات البهرة؟
البهرة بشكل عام مجتمع مغلق ويعتمد على المركزية في إدارة أمور الحياة. يعتقد الغرباء أنهم مجتمع مزدهر للغاية ومنضبط جيدًا، لكن هذا ليس الواقع تمامًا. هناك الكثير من الفقر بين البهرة، خاصة في الهند ولكن ليس في الخارج. الانضباط أيضًا أكثر قسرًا ويأتي بثمن باهظ، حيث لا توجد حرية داخلية ويتم التحكم فيها مركزيًا، بحسب موقع "بروغريسيف داوودي بهرة".

يتبع البهرة تقاليد خاصة بهم في الزواج والوفاة، إذ يقوم مجموعة من الأشخاص المسؤولين عن جمع العشور من أفراد البهرة خاصة في يوم 23 رمضان، ويتم جمع هذه الضرائب من أجل الزيجات والجنازات، وفقا لموقع "بروغريسيف داوودي بهرة".

وفي مجتمع البهرة الخاضع للسيطرة المركزية، لا يمكن إجراء طقوس الزواج أو الجنازة دون الحصول على إذن من شيخ المجموعة، أي يستلزم الحصول على موافقة أو (إذن) الشيخ المحلي للزواج أو دفن الأقرباء.

يُحظر على رجال البهرة الزواج من نساء غير البهرة، ولكن عندما يفعلون ذلك، فإنهم يحولونها إلى عقيدة البهرة ويقسمون الولاء في وقت التحول، ولا يمكن إجراء النكاح (حفل الزواج) إلا بعد تحولها. وبشكل عام، لا يجوز لذكر أو أنثى البهرة الزواج من أي رجل أو امرأة أخرى من أهل السنة أو الشيعة الاثني عشرية، إلا بشرط التحول، وفقا لموقع "بروغريسيف داوودي بهرة".

إلى جانب النكاح، فإن جميع الاحتفالات الأخرى المتعلقة بالزواج هي من أصل غوجارات، التي لا علاقة لها بالإسلام بقدر ما تتعلق بالثقافة المحلية الغوجاراتية التي يلتزم بها البهرة.

​ويحافظ الداووديون البهرة على شكل مميز من الملابس المجتمعية يسمى لباس الأنوار. يرتدي رجال الدين تقليديا زيا أبيض مكونا من ثلاث قطع وقبعة ذات تصميمات ذهبية تسمى توبي. وترتدي النساء فستانا من قطعتين وهو "الرداء" الذي يمكن تمييزه عن غيره من أشكال الحجاب بألوانه الزاهية وأنماطه الزخرفية والدانتيل، وفقا لموقع "دواوودي بهرة".
  • ما شكل علاقة البهرة بمصر؟
يهتم البهرة بتطوير تراث الفاطميين سواء المساجد أو القبور ويخصصون مبالغ كبيرة لهذه المهمة.

وذكرت صحف محلية مصرية أنه في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات جاءت طائفة الداووديين البهرة من الهند لإحياء العمارة الفاطمية وترميم آثارها في مصر، وتقدمت بطلب إلى الحكومة المصرية لترميم جامع الحاكم بأمر الله، رابع أقدم المساجد الجامعة الباقية بمصر، وثاني أكبر جوامع القاهرة اتساعا بعد جامع أحمد بن طولون، وهو ما وافق عليه السادات الذي تمت دعوته للافتتاح وأداء الصلاة به.
  • الداووديون البهرة في مصر
وترتبط البهرة بعلاقة جيدة مع النظام المصري الحالي، إذ قدم سلطان البهرة، خلال زيارته إلى مصر، في عام 2016، مساهمة في صندوق تحيا مصر تقدر بـ10 ملايين جنيه، بحسب الصحف المحلية.

وتحدث المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وقتها، السفير علاء يوسف، أن السيسي رحب بسلطان البهرة، مشيدا بالجهود التي تبذلها طائفة البهرة لترميم المساجد الأثرية في مصر، ومنها جامع الحاكم بأمر الله والجامع الأقمر وجامع الجيوشي ومسجد اللؤلؤة.

وفي 27 أبريل 2022، افتتح السيسي بحضور سلطان طائفة البهرة بالهند، مفضل سيف الدين، أعمال التطوير والتجديد لمسجد الحسين في القاهرة، والتي كلفت ما يقرب من 150 مليون جنيه واستمرت ما يقرب من شهر، بالتعاون مع طائفة الداووديين البهرة، بحسب صحف محلية.

وفي مارس 2023، افتتح وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، ووزير السياحة والآثار أحمد عيسى، مسجد الحاكم بأمر الله بشارع المعز لدين الله الفاطمى بمنطقة القاهرة التاريخية، بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وإحيائه بالتعاون مع طائفة الداووديين البهرة.

وشارك مفضل سيف الدين، "سلطان" أو داعي طائفة البهرة بالهند، بافتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد أعمال تجديده، ومنحه السيسي "وشاح النيل" تقديرا لجهوده المتواصلة في دعم مصر على المستويات الثقافية والخيرية والمجتمعية، بحسب بيان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى