كيف استعدت بحرية أمريكا للحرب المقبلة؟ الإجابة من البحر الأحمر والأسود

> "الأيام" وكالات:

> ​ من البحر الأحمر إلى «الأسود»، معارك تعددت أطرافها وأهدافها، إلا أنها جميعها كانت تحت أعين ومسامع البحرية الأمريكية التي تسعى لاستخلاص منها دروسا «ملهمة ومهمة» في آن.

فبحسب وكالة «أسوشتد برس»، فإن البحرية الأمريكية تعمل على توسيع مهاراتها القتالية وتدريباتها من الطائرات المسيرة والسفن غير المأهولة إلى التشغيل الأكثر تقدما للمدافع على السفن، إضافة إلى التغلب على أزمات التجنيد لتعبئة البحارة اللازمين للحرب المقبلة.

ووضعت الأدميرال ليزا فرانشيتي، رئيسة العمليات البحرية، سلسلة من الأهداف ضمن خطة ملاحية جديدة تركز على الاستعداد لمواجهة ما تصفه بـ«التحديات الأمنية الوطنية الرئيسية»، والتي وضعت الصين على قمة أولوياتها.

وتتضمن الخطة الجديدة، ما تعتبره فرانشيتي 7 أهداف ذات أولوية، تتراوح من القضاء على التأخير في صيانة مستودعات السفن إلى تحسين البنية التحتية للبحرية والتجنيد واستخدام المسيرات والأنظمة المستقلة.

وأوضحت أن أحد التحديات المهمة هو أن تكون 80% من القوة جاهزة بما يكفي في أي وقت معين للانتشار للقتال، وهو ما أقرت بأنه «هدف بعيد المنال».

يأتي الإعلان عن الخطة الجديدة في الوقت الذي تعهدت فيه الولايات المتحدة بالالتزام بالدفاع عن تايوان، بينما تعمل -أيضًا- على إبقاء الاتصالات مفتوحة مع الصين لردع المزيد من الصراعات.

وستكون الحاجة إلى السيطرة على البحار عنصراً مهماً في أي صراع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بحسب فرانشيتي التي قالت إن واشنطن يمكن أن تتعلم من كيفية استخدام الأوكرانيين للمسيرات والغارات الجوية والسفن غير المأهولة بعيدة المدى للحد من نشاط السفن الروسية في غرب البحر الأسود والوصول باستمرار إلى الموانئ الحيوية.

فرانشيتي أشارت -أيضا- إلى المعركة البحرية المستمرة منذ شهور مع الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن والتي اعتبرت أنها قدمت دروسا أخرى.

وقالت: «أعتقد أنه لا أحد يتعلم أكثر من البحرية، لأن هذه هي المرة الأولى التي نكون فيها في منطقة اشتباك بالأسلحة لفترة طويلة»، مضيفة أن البحارة يراقبون هجماتهم ويحللون البيانات بينما تستجيب السفن.

وفي وقت سابق من العام الجاري، كانت حاملة الطائرات «يو إس إس دوايت دي أيزنهاور»، متمركزة في البحر الأحمر لمساعدة إسرائيل والدفاع عن السفن التجارية والعسكرية من هجمات الحوثيين قبل أن تعود للولايات المتحدة، بعد انتشار استمر لـ8 أشهر ووصفته البحرية بأنه «أشد معركة بحرية جارية منذ الحرب العالمية الثانية».

وخلال تلك الفترة، كانت طائرات مقاتلة من طراز" F / A-18" تنطلق بشكل روتيني من سطح الحاملة لاستهداف أسلحة الحوثيين، وأطلقت المدمرات البحرية باستمرار عددا من الصواريخ واستخدمت المدافع الموجودة على متنها لإسقاط المسيرات.

وفي أغسطس/آب الماضي، التقت فرانشيتي على متن المدمرة «يو إس إس ماسون»، التي كانت متمركزة مع أيزنهاور، بأحد بحارة التحكم في النيران الذي عمل على مدفع المدمرة الأوتوماتيكي الكبير حيث كانت مسيرات الحوثيين أكثر تعقيدا وصعوبة في الاستهداف والإسقاط من الصواريخ، لكنه قادر على ضبط البندقية لهزيمتهم بشكل أفضل.

ودون الكشف عن هويته، أوضحت فرانشيتي أن البحرية ابتكرت طريقة مختلفة لاستخدام البندقية وجعلها أكثر فعالية، مما أدى إلى تكتيكات وإجراءات عسكرية رسمية جديدة تم توزيعها على جميع السفن الأخرى.

وسيكون الجهد الرئيسي الآخر هو تحسين تطوير البحرية للأنظمة والأسلحة غير المأهولة والمستقلة ودمجها في التدريب والقتال مع استخدام تقنيات جديدة، بما في ذلك السفن السطحية غير المأهولة التي تتطلب تدريب البحارة الذين يمكنهم استخدامها وإصلاحها.

وتعمل خطة الملاحة الجديدة على المفاهيم والمتطلبات للأنظمة الروبوتية الأكبر وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكن استخدامها لفهم ساحة المعركة والسيطرة عليها.

ويتفهم قادة البحرية القيود المالية التي قد تواجههم في الكونغرس. وقال مسؤولون في البحرية إنهم يرغبون في قوة بحرية أكبر، لكنهم بحاجة إلى تعويض ذلك من خلال العمل بشكل أكثر فعالية مع الجيش والقوات الجوية وقوات الفضاء ومشاة البحرية، وهو ما قامت به الولايات المتحدة بشكل جيد تاريخيًا.

وكشفت فراتشيني، أن التحدي الآن هو القضاء على تأخيرات الصيانة التي تحرم السفن من قدرتها على الانتشار في الوقت المحدد رغم أن إدخال السفن وإخراجها من المستودعات في الوقت المحدد أمر بالغ الأهمية لامتلاك بحرية جاهزة للقتال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى