في ليلة عدنية.. إشهار كتاب "نساء عدن تنوير وتحرير" للكاتبة سعاد العلس

> عدن "الأيام" فردوس العلمي/دعاء نبيل:

>
  • عفراء حريري: الثوار رجال ونساء لا ينسون ثورتهم وأحلام الشعوب لا تتلاشى
  • د. أسمهان: الكتاب يساعد على بناء أسس مناسبة لقاعدة معلوماتية للباحثين
  • الكاف: توثيق الحركة الثورية النسوية بعدن يبرز دورها التنويري
  • د. سالمين: الإصدار الجديد من أهم ما انجز على مدى السنوات الأخيرة
> نُظم في عدن يوم الأحد الماضي، حفل إشهار كتاب حمل عنوان "نساء عدن تنوير وتحرير" للكاتبة والأدبية سعاد العلس بحضور لافت لأبناء عدن لتكون ليلة عدنية بامتياز تحدثت الكاتبة عبر برنامج الزوم من ألمانيا موطن إقامتها عن محتوى الكتاب وعن مراحل الإعداد والتحضير، وسردت محتويات الكتاب الذي ضم أسماء عدد من نساء عدن الرائدات ممن عاصرن الاستعمار وتكبدن ويلات القهر والاضطهاد، ولم يكسرهن بل استطعن بناء نهج قوي تسير عليه نساء عدن، جيل بعد جيل وفي الحفل أُلقيت عددا من المداخلات من عدد من الشخصيات في عدن وكذا عبر برنامج الزوم.

يتحدث الكتاب عن رائدات العمل الثقافي والسياسي والنضالي لنساء عدن ممن تركن بصمة مشرفة في تاريخ عدن النسائي، ويحتوي الكتاب على ستة فصول، الفصل الأول تناولت فيه الكاتبة مرهصات الحركة الوطنية والتحريرية، وتناول الفصل الثاني بدء الحركات الوطنية في الظهور الميداني، وتناول الفصل الثالث بدء تشكيل الأحزاب السياسية وسردت في الفصل الرابع قائمة من أسماء رائدات التنوير في مدنية عدن، وتتحدث في الفصل الخامس عن النساء القياديات في الحركة الوطنية و التحريرية، وفي الفصل السادس سردت تاريخ مناضلات حرب التحرير، واشتمل على قائمة أسماء مناضلات الصف الأول والثاني من قياديات الجبهة القومية وجبهة التحرير و زوجات وأهالي المناضلين ومناضلات لحج و أبين.

وتشير الكاتبة والأكاديمية سعاد العلس إلى الصعوبات التي واجهتها خلال إصدار الكتاب الذي يعنى بتدوين التاريخ السياسي والتنويري للمرأة العدنية في حقبة الاحتلال البريطاني قبل أن تجرفه رياح النسيان، فقد لجأت إلى التاريخ الشفهي، من أفواه النساء أنفسهن عن الدور الذي لعبته المرأة في تلك الفترة وكذلك واجهتها أيضا الكتابية المعتمدة على الرواية الشفهية لفقدان ذاكرة بعض المناضلات، وقفت هذه المشكلة عائقا أمامي ومحدثة فجوة في تسلسل تاريخ المرأة، ووفاة المناضلات دونما ترك مذكرات نضالهن وعجز ذويهن عن معرفة تفاصيل عملهن النضالي نظرا لسرية العمل التنظيمي وامتناع البعض من المناضلات عن الإدلاء بشهادتهن كموقف شخصي مجافٍ بسبب تجاهل الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال لأدوارهن، كبر سن المناضلات وارتباك المعلومات وتضاربها فقد تطلب مني سماع أكثر من شهادة في موضوع واحد لتحري الدَّقَّة بسبب الجهل بأهمية الأرشيف لحفظ التاريخ، غالت بعض المناضلات بالرفض التام في الحديث معي.

جانب من حضور شخصيات نسوية بارزة
جانب من حضور شخصيات نسوية بارزة

أما عن الأسباب الشخصية المتعلقة بالكاتبة تقول: إن هذا العمل ينبغي أن يكون بدعم مؤسسي وتفرغ تام وتشكيل فريق عمل يساعدني في النزول إلى الميدان واللقاء بالمناضلات، البعد المكاني والزماني حيث أعيش أنا في المانيا يصعب علي التواصل مع مبحوثات في عدن حيث خدمات التواصل رديئة الأمر الذي جعلني أتكلف بالسفر إلى عدن بشكل شخصي لغرض النزول الميداني، فرق التوقيت بين بلد إقامتي ألمانيا وأخريات في قارات أخرى حين يبدأ اليوم هنا، ينتهي هناك أمام هذه الصعوبات أوجزت قولي هذا تعبيرا عن إصراري على المضي في حفظ تاريخ المرأة العدنية السياسي.

وأضافت "ارتأيت أنا رغم صعوبة الفكرة أن أركب الصعب وأطلق سهما أحد من هذا الزمن، يثقب في الجدار الأصم الذي ران على دور المرأة في الثورة على الاستعمار، لعل مزلاج باب صدئ يفتح لي لألج هذا العالم المذهل الذي كانت المرأة العدنية في عمق مرجل جمر الثورة تحمل على عاتقها ثقل ماضٍ بهي كلما استحضرناه ليشرق فينا أظلم الحاضر أكثر ".

في حفل الإشهار أكد الحاضرون والمتحدثون في حفل إشهار كتاب "نساء عدن تنوير وتحرير" عن القيمة التي يحتويها الكتاب الواقع في 308 صفحة ومحتوياتها تعريف تاريخي وجغرافي لمدينة عدن.

قدمت المحامية والناشطة الحقوقية، عفراء خالد حريري ورقة بعنوان "قراءة في زمن التعتيم والتجهيل لزمن التنوير والتحرير" جاء فيه "مثلما شكلت النساء طليعة الثورات فقد كن أيضا أكبر ضحايا الثورات المضادة، مما أدى إلى الانتقام منهن بمجرد أن تصور المضطهدون أنهن حققن انتصارا والذي أدركه تماما أن الثوار رجال ونساء لا ينسون ثورتهم وأحلام الشعوب لا تتلاشى لأنها تتحقق في النهاية، إلا عندنا التهمت الثورة النساء واثبت التاريخ بأن هناك ثقب أسود ينبغي أن يردم لتستطيع الأجيال حين تقرا معرفة الحقيقة مثلما سردت في معظم الشهادات وليس جميعها.

نحتاج إلى المزيد من الشهادات الشفهية على الرغم من خطورتها إلا أنه بالإمكان الشعور بصدقها من نبرة الحرف وتسلل الأحداث ومن الصعب الاستمرار في الكذب نيابة عن المرأة كما حدث في الماضي القريب ويحدث الآن ويجب على النساء والرجال أن يدركوا أن كل شيء قد تغير وسيأتي يوم نغادر محطة التجهيل والتعتيم إلى محطة أكثر نور وحرية".

الناشطة السياسية نعمة السيلي من مناضلات الصف الثاني في تنظيم الجبهة القومية أوضحت أن نضال المرأة الجنوبية مغيبا تماما بالرغم من كل ما قدمته في هذه المرحلة ويعد هذا الكتاب بادرة أولية وباكورة ومرجعا يؤرخ لنضال المرأة عبر محطات نضالية أبحرت في عمق الأحداث بالرغم من العواصف لتصل إلى ما جادت به قريحتها من حصر وتحليل وتدقيق ورصد لسير اللحظات في تلك الحقبة، والجيد أنها كانت جزءا منها النضال ومساهمة إيجابية فهي لازالت في عمر الزهور وسطرت نضال المرأة الجنوبية التي حفرت الصخر وعبّدت الطريق لأجيال المستقبل.

كلنا يدرك أن عملية تمكين المرأة في صنع القرار يتطلب تغيير الثقافة المجتمعية وبناء الوعي المطلوب وخلق رأي عام داعم إلى جانب سن القوانين وإقرار السياسات وتكاثف جهود التعاون بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية المعنية بشؤون النساء".

وبدورها تتحدث مها عوض رئيس مؤسسة وجود للأمن الإنساني "تعتبر هذه الفعالية حدثا استثنائيا في تجسديها بمثابة إحياء للذكرى من عبق التاريخ النضالي الوطني للنساء بوجه خاص في الساحة العدنية واليمن الجنوبي عموما كرائدات للتنوير والتحرير وكفاحهن من أجل حقوقهن من مبدأ المساواة بين الجنسين في الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وبالطبع ذلك ما نحتاج إليه هو التوثيق الكتابي الذي يبقي الذاكرة نشطة بأن المرأة رقم صعب لا يمكن تجاوزه، للاعتراف بدورها ونفوذها كشريك أساسي عبر التاريخ الذي يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

د. أسمهان العلس، أستاذ مشارك في التاريخ في جامعة عدن تقول "يعد صدور هذا الكتاب تدعيما لأقلام النساء في مجال البحث والتوثيق لتاريخ المرأة وهو الجانب الذي يتعرض للتجاهل نظرا لغياب المادة التسويقية الكافية، وقد اجتهدت الباحثة في اعتماد منهج التاريخ الشفهي الساعي إلى استسقاء المعلومات وجمعها وبناء قاعدة معلوماتية كافية عن دور النساء في الحركة السياسية التحررية، وقد اجتهدت الباحثة إلى تحقيق أهداف البحث عن طريق تتبع قائمة النساء المؤثرات في الحركة الوطنية وسيساعد هذا الكتاب على بناء أسس مناسبة لقاعدة معلوماتية تخص الباحثين المتطلعين للبحث العلمي وسعت الباحثة إلى توسيع العينة المستهدفة حتى تحقق الأطياف السياسية النسائية المشاركة في الحركة الوطنية في عدن من عيشه سعيدة من مناضلات حرب التحرير، تنظيم الجبهة القومية ومن طالبات كلية البنات في عدن اللواتي قدنا إضراب كلية البنات في عام 1962 وقدمتهن الإدارة البريطانية للمحاكمة بسبب ذلك في كلمتها سردت السلبيات. والإيجابيات التي رافقت تلك الفترة منها الإضراب الذي أدى إلى إغلاق المدرسة لأكثر من عام والذي قاد إلى نتائج إيجابية أدت إلى تغيير المنهاج وإنشاء مدرسة ثانوية حديثة، واتساع نطاق البنات والبنين للحصول على شهادة كمبردج. GCE يشمل جميع الطلاب والطالبات".

وأضافت "كما حقق الإضراب تواصلا مجتمعيا ملحوظا بين الأشخاص والمنظمات الوطنية، وشكل معلما وطنيا من معالم الحركة الوطنية".

وكيل محافظة عدن لشؤون التنمية عدنان الكاف أشاد بفكرة الكاتبة ووصفها بالممتازة وأشار قائلاَ "الكتاب هو إعطاء صورة تنويرية عن نساء عدن وعن عدن كمدينة تنويرية وكيف أثرت هذه المدنية على كل النواحي سواء الاقتصادية أو الثقافية أو حتى السياسية".

وأضاف "الكتاب فيه شرح بسيط ومبسط ولكن نحن بحاجة لهذه الثورة الثقافية وهذا الجمع الحضور الكبير في تعريف الكتاب يؤكد بأن عدن دائم تواقة للمدنية وعودة الحياة فعدن هي الثقافية أولا وثانيا و ثالثاً ".

الشاعر والأديب د. مبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكتاب بعدن أستاذ علم الاجتماع الثقافي بكلية الآداب قال "هذه الليلة ليلة مشهودة لأنها تستعيد تاريخ المرأة ودورها في التحرير والتنوير في الحياة العامة".

وأضاف "قدمت الباحثة والكاتبة الرائعة سعاد العلس توثيقا مهما لأجمل ما في تاريخنا المعاصر الحديث وهذا الكتاب من أهم ما أنجز في هذا السنوات وهي أيضا ليلة توقيع وإشهار هذا الكتاب، ووفرت فرصة نموذجية ليلتقي الناس تحت سقف واحد من مختلف الأجيال وفي ختام حديثة قدم التهاني متمنيا لها مزيد من التألق والنجاحات".

  • نبذة عن الكاتبة سعاد عقلان العلس
  • درست في مدارس عدن، أكملت الدراسة الجامعية في كلية التربية العليا بعدن.
  • حازت على شهادة دبلوم التربية من مدينة دريسدن بألمانيا الشرقية سابقا.
  • هاجرت إلى ألمانيا سنة 1994م بعد الحرب العبثية التي شنها نظام صالح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى